النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

ماذا حدث في سوريا ليلة «العملية الخاصة»؟

أحمد الشرع
كريم عزيز -

قدّم الدكتور محمد وازن، خبير الشئون الإسرائيلية والدراسات الاستراتيجية، تحليلاً لما حدث في سوريا، موضحاً أن الجيش الإسرائيلي أعلن عن عملية نوعية نفذتها الفرقة 210 في بيت جن جنوب سوريا، بهدف اعتقال مطلوبين من تنظيم الجماعة الإسلامية يخططون لهجمات ضد مواطني إسرائيل خلال الاقتحام – حسب الرواية الرسمية – تعرّضت القوة لنيران مسلحة، تم الرد عليها برًا وجوًا، وأصيب 6 عسكريين بجروح متفاوتة، مع تأكيد انتهاء العملية واعتقال جميع «المطلوبين» والقضاء على عددآخر.

وقال «وازن» في تحليل له، إن مصادر سورية في المقابل تتحدث عن شيء مختلف تمامًا: قصف عنيف استهدف منازل مدنيين داخل بيت جن بعد توغل قوة عسكرية إسرائيلية ووقوعها في كمين واشتباك مع السكان، ما أدى إلى مقتل 13 شخصًا بينهم أطفال، ووجود مدنيين عالقين تحت الأنقاض، مع حركة نزوح كبيرة للأهالي نحو القرى المجاورة، واستمرار تحليق الطيران بكثافة فوق البلدة: «هنا تصبح عملية الاعتقال الدقيقة عمليًا هجومًا واسعًا على منطقة مأهولة، يدفع ثمنه المدنيون أولًا».

وأضاف الدكتور محمد وازن، أن ما جرى في بيت جن يفتح بابين خطيرين: الأول، تمدد قواعد الاشتباك داخل العمق السوري بذريعة «ملاحقة تنظيمات» بلا شفافية ولا رقابة، والثاني، التعامل مع القرى الحدودية كأراضٍ مباحة للاقتحام والقصف كلما أراد الجيش إرسال رسالة ردع إلى دمشق أو طهران أو حلفائهما. وبين بيان ناعم عن «اعتقال مطلوبين» وواقع قصف بيوت ونزوح أهالي، تظهر الفجوة المعتادة بين لغة المتحدث العسكري وحقيقة ما يحدث على الأرض.