النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

بعد هجوم البيت الأبيض: أمريكا تتخذ أول إجراء حاسم تجاه المهاجرين الأفغان

هجوم البيت الأبيض
هالة عبد الهادي -

شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن حادث إطلاق نار استهدف عنصرين من الحرس الوطني، وأُصيب كلاهما، فيما تم التعرف على المشتبه به على أنه رحمن الله لاكانوال، مواطن أفغاني وصل إلى الولايات المتحدة في عام 2021 ضمن برنامج خاص بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.

وأكد جون راتكليف، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، أن لاكانوال كان يعمل سابقًا مع الحكومة الأمريكية، بما في ذلك وكالة المخابرات المركزية، كشريك أفغاني في قندهار. وأوضح راتكليف أن إدارة بايدن سمحت لمشتبه به بدخول الولايات المتحدة بعد الانسحاب العسكري الفوضوي من كابل في سبتمبر 2021، استنادًا إلى دوره السابق كعضو في قوة شريكة مع القوات الأمريكية.

خلفية رحمن الله لاكانوال

يحمل رحمن الله لاكانوال الجنسية الأفغانية وكان أحد الشركاء الأفغان لوكالة المخابرات الأمريكية أثناء تواجدها العسكري في قندهار، حيث شارك في التعاون مع القوات الأمريكية ضمن برامج الدعم العسكري والتدريب. وبحسب المصادر الرسمية، فقد وصل إلى الولايات المتحدة في إطار برنامج إعادة التوطين الذي أطلقته إدارة بايدن عقب الانسحاب الأمريكي في أغسطس 2021، والذي هدف إلى حماية الحلفاء الأفغان وتسهيل انتقالهم إلى الحياة المدنية في أمريكا.

الحدث والقرار الأمريكي الجديد

وقع الحادث في ولاية فرجينيا الغربية قرب واشنطن العاصمة، وأسفر عن إصابة عنصرين من الحرس الوطني. وعقب هذا الحادث، أعلنت الحكومة الأمريكية، اليوم الخميس عن قرار وقف معالجة جميع طلبات الهجرة المقدمة من مواطني أفغانستان بشكل فوري وغير محدد، بما في ذلك طلبات التأشيرات، اللجوء، والإقامة الدائمة. كما تم اتخاذ قرار بإجراء مراجعة شاملة لكل الأفغان الذين دخلوا الولايات المتحدة منذ عام 2021 لتقييم أي مخاطر أمنية محتملة قبل السماح باستكمال إجراءاتهم. ويأتي هذا القرار في إطار تشديد الإدارة الأمريكية على برامج الفحص الأمني للمهاجرين القادمين من أفغانستان، بعد المخاوف التي أثارها الحادث الأخير.

ويشير خبراء أمنيّون إلى أن دمج الشركاء العسكريين السابقين في المجتمع الأمريكي دون رقابة صارمة قد يشكل مخاطر أمنية، وهو ما أكده حادث إطلاق النار الذي كشف عن ثغرات في نظام المراجعة والفحص الأمني. القرار الأمريكي الجديد قد يؤدي إلى تعليق آلاف الطلبات المتعلقة بالهجرة أو اللجوء، ما يضع مستقبل آلاف الأفغان الذين تعاونوا مع واشنطن في وضع غير مؤكد. كما يعيد هذا القرار فتح النقاش حول سياسات الأمن والهجرة، ويؤثر على برامج إعادة التوطين الأمريكية، خصوصًا فيما يتعلق بتقييم المخاطر قبل منح التأشيرات أو الإقامة الدائمة.

ويكشف حادث إطلاق النار قرب البيت الأبيض والقرارات اللاحقة عن التحديات الأمنية والسياسية الكبيرة التي تواجهها الولايات المتحدة في دمج حلفائها السابقين من أفغانستان في المجتمع المحلي. يمثل رحمن الله لاكانوال مثالًا لهذه التحديات، حيث يوضح الصراع المستمر بين الرغبة في حماية الحلفاء وتسهيل انتقالهم إلى الحياة المدنية، وبين الحاجة إلى ضمان الأمن القومي. ويعكس القرار الأمريكي الأخير اتجاه الإدارة نحو تشديد القيود وإعادة تقييم السياسات بشكل حاد، مما يجعل مستقبل العديد من الأفغان الذين وصلوا بعد الانسحاب العسكري غير مؤكد على المستوى القانوني والإنساني.