النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

التدخل الإيراني وتأخر إعادة الإعمار في جنوب لبنان بعد حرب الإسناد

منى عبد الغنى -

ظل جنوب لبنان،متضررًا بشدة وبطيئًا في التعافي، منذ حرب الإسناد, بينما لم تتحقق بعد وعود الحكومة بإعادة إعمار واسعة النطاق فيما يشير البعض إلي أن سيطرة حزب الله على المنطقة تُعقّد إيصال المساعدات الفعالة وتزعم مصادر أمنية لبنانية أن إيران تُوجّه الحزب لتأجيل إعادة الإعمار بالكامل للحفاظ على الضغط الاستراتيجي وتصوير الحدود على أنها "جبهة نشطة".

ويُفيد السكان بأن التعويضات الموعودة وجهود إعادة الإعمار لم تُترجم إلى إجراءات فعلية. في العديد من القرى، لا تزال العائلات تعيش في مساكن مؤقتة دون الحصول على الخدمات الأساسية، بينما يُصرّ المجتمع الدولي على آليات مساعدة شفافة مستقلة عن حزب الله - وهو نهج ترفضه الكتلة الموالية لإيران.

وتُكافح الحكومة في بيروت لبسط سيطرتها على المنطقة، فيما لايوجد أي تحسينات خاصة بالبنية التحتية الحيوية كالمياه والكهرباء والطرق.

ويُحذر الخبراء من أن التأخير المُطوّل في إعادة الإعمار يُعمّق اعتماد السكان المحليين على حزب الله، ويمنع المنطقة من العودة إلى الحياة الطبيعية. إضافةً إلى ذلك، أن استمرار حالة عدم الاستقرار الأمني يُثني المستثمرين المُحتملين، مما يُلحق ضررًا أكبر بالاقتصاد المحلي، ويُعزز شعور السكان بالإهمال. وقد حوّل تراكم العقبات المدنية والسياسية هذه القضية إلى اختبارٍ رئيسي لسيادة لبنان، حيث يخشى العديد من السكان المحليين أن يُصبح التباطؤ المُتعمّد في إعادة الإعمار واقعًا دائمًا، بدلًا من أن يكون مرحلةً مؤقتةً على طريق التعافي.

وفي ظل إحجام الدول المانحة عن تقديم مساعدات وقروض دولية لإعادة الإعمار قبل تنفيذ حصرية السلاح، وإنهاء احتمالات تجدد الحرب مع إسرائيل، يبحث اللبنانيون عن بدائل محلية، ومساعدات أممية لإطلاق عجلة إعادة الإعمار، بما يمكن الناس من العودة إلى منازلهم. وتدور المقترحات حول المضي بتلك الخطوات على مراحل، على أن تصل إلى قرى الحافة الحدودية بعد تثبيت الاستقرار في المنطقة، وتوقف إسرائيل عن قصفها.