ماذا قالت الصحافة العالمية عن قرار الرئيس الأمريكي بتصنيف جماعات الإخوان منظمات إرهابية؟

وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء أمس الاثنين، أمرًا تنفيذيًا يقضي بتصنيف فروع محددة من جماعة الإخوان كمنظمات إرهابية أجنبية، في خطوة أثارت تغطية واسعة من قبل كبرى الصحف والمواقع العالمية، التي سلطت الضوء على أبعاد القرار وتداعياته المحتملة على المنطقة.
أجمعت الصحف الأمريكية والأوروبية والكندية على أن الأمر التنفيذي يستهدف بشكل خاص فروع الجماعة في عدد من الدول العربية، وأوضحت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن البيت الأبيض برر قراره بضرورة مواجهة الشبكة العابرة للحدود للإخوان التي تُغذي الإرهاب وحملات زعزعة الاستقرار ضد المصالح الأمريكية وحلفائها في الشرق الأوسط.
وأشارت شبكة سي بي إس الأمريكية إلى اتهامات محددة وجهتها الإدارة الأمريكية للفروع المستهدفة، إذ اتهمت الفرع الأردني بتقديم دعم مادي لحركة القسام، الجناح العسكري لحماس، فيما اتهمت الفرع اللبناني بالمشاركة في إطلاق صواريخ على إسرائيل بعد هجوم 7 أكتوبر 2023. كما نقلت الشبكة عن البيت الأبيض اتهام شخصية قيادية بتشجيع هجمات عنيفة ضد الشركاء الأمريكيين.
وكشفت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» والوسائل الإعلامية الأوروبية مثل صحيفة «لوموند» وإذاعة «راديو كندا» عن تفاصيل الإجراءات المقبلة، إذ يُكلّف الأمر التنفيذي وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الخزانة سكوت بيسنت بالتشاور مع المدعية العامة بام بوندي ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد، لإعداد تقرير خلال 30 يومًا.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن أمام المسؤولين 45 يومًا إضافيًا لتطبيق العقوبات حال اقتناعهم بضرورتها، فيما يحتفظ ترامب بصلاحية إصدار التصنيف متى شاء، ورصدت الصحف العالمية حزمة العقوبات المحتملة بشكل مفصل، إذ أوضحت "ذا هيل" أن التصنيف سيسمح بفرض عقوبات متزايدة ومنح سلطات أكبر لتعطيل الدعم المالي للفروع المستهدفة، فيما أشارت الصحيفة إلى أن الهدف النهائي للأمر هو القضاء على قدرات وعمليات الفروع المستهدفة، وحرمانها من الموارد، وإنهاء أي تهديد تُشكّله على المواطنين الأمريكيين والأمن القومي.
وأضافت "نيويورك تايمز" أنه في حال تطبيق التصنيف المزدوج كـ"إرهابيين عالميين مصنفين خصيصًا" و"منظمات إرهابية أجنبية"، فسيُفرض عقوبات مالية كبيرة على الجماعات ومن يرتبط بها، وستُجمد أي أصول وممتلكات لديهم في الولايات المتحدة، كما سيصبح تقديم أي دعم مادي لهم جريمة، مما يمنع فعليًا المواطنين والشركات والمؤسسات الأمريكية من التعامل معهم.
وأكدت واشنطن بوست أن التصنيف سيمنح الولايات المتحدة صلاحيات واسعة تشمل استهداف التمويلات الأمريكية للجماعة، وجمع معلومات استخباراتية عسكرية، ومقاضاة الأفراد المتهمين بتقديم دعم مادي للفروع المصنفة إرهابيًا، وأضافت شبكتي بي بي سي وسي بي إس أن التصنيف سيجعل تقديم أي دعم للجماعة غير قانوني بموجب القانون الأمريكي، مع حظر المعاملات المالية ومنع أعضاء الجماعة من دخول الأراضي الأمريكية. ونقلت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية عن ترامب قوله إن التطبيق سيتم "بأقصى درجات الحزم والقوة".
سلطت الصحف الضوء على خطوة سابقة اتخذها حاكم ولاية تكساس الجمهوري جريج أبوت، قبل أسبوع من قرار ترامب، حسبما ذكرت "ذا جارديان" البريطانية، إذ صنَّف الإخوان ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" كمنظمات إرهابية أجنبية ومنظمات إجرامية عابرة للحدود، مع منعهما من شراء الأراضي في الولاية.
كشفت مجلة "نيوزويك" عن وجود دعم تشريعي محدود لكنه بارز من بعض نواب الحزب الديمقراطي لمبادرة تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية لعام 2025، والتي قدَّمها السيناتور الجمهوري تيد كروز والنائب ماريو دياز-بالارت. ومن بين الديمقراطيين المؤيدين لهذه المبادرة كل من السيناتور جون فيترمان والنواب جوش جوتهايمر وجريج لاندسمان وجاريد موسكوفيتش وتوم سوزي. ونقلت المجلة عن موسكوفيتش قوله في رسالة وجهها إلى الرئيس ترامب في يونيو إن هذا التصنيف "سيعزز قدرة وكالات إنفاذ القانون والاستخبارات الأمريكية على تعطيل الشبكات المالية وأنشطة التجنيد المرتبطة بالجماعة".

