أسامة شرشر يكتب: هل يتم إلغاء الانتخابات البرلمانية؟

هل تحدث المفاجأة الكبرى ويتم بطلان انتخابات مجلس النواب، خاصة بعد أن تقدم أكثر من 250 مرشحًا بطعون أمام المحكمة الإدارية العليا، وبعد إلغاء انتخابات 19 دائرة في المرحلة الأولى؟!
ويتساءل فقهاء القانون في مصر: لماذا لم يتم إلغاء نتيجة القائمة الوطنية للمرحلة الأولى إذا كانت هناك خروقات للعملية الانتخابية قد تم إثباتها في 19 دائرة بالفعل وهي نفس الانتخابات؟
كما لم تُجب الهيئة الوطنية للانتخابات عن أخطر سؤال: ما الأسباب التى أدت إلى إلغاء وبطلان الانتخابات في الدوائر الـ19؟ ومن قام بهذه الخروقات؟
وهنا أطرح تساؤلًا: لماذا تم استبعادي من الانتخابات من المنبع بحجة أنني لم أتقدم بإفادة الكشف الطبي؟ رغم أننا تقدمنا بإيصالات الكشوف ونتيجتها التى جاءت أنني (لائق طبيًا)، وحتى إقرار الذمة المالية أنا لا علىّ ولا معي.. وليس لي بيزنس أو شركات، والشرفاء أقوياء في هذا الوطن، المشكلة أن هذا أدى إلى إثارة بعض التساؤلات من قبل ذوى الضمائر العفنة والنكرات السياسية وأتباع بعض المرشحين الجهلاء الذين أطلقوا شائعات مثل الإخوان وصدقوا أنفسهم، والقضية لم تنتهى حتى الآن أمام المحكمة الإدارية العليا لأن موقفنا كان قانونيا وسليما، وأنني كنائب سابق خضت الانتخابات مرات كثيرة أعتقد أنني سأتقدم بكل الأوراق المطلوبة للترشيح، وسننشر للرأي العام كل شئ بالصوت والصورة بعد حكم المحكمة .
هذه نقطة نظام ضمن التساؤلات للهيئة الوطنية للانتخابات.
هذه الملاحظات جعلتنا لأول مرة نرى تبادل اتهامات بين بعض الهيئات القضائية، وهذا جديد على الحياة السياسية والبرلمانية في مصر.
وأقترح أن يتم إصدار قانون جديد للانتخابات ينظم أمر القائمة المغلقة التى أصبحت وبالًا على الشعب المصري، وفتحت أبواب الأموال المشبوهة من كل اتجاه، ورأينا نماذج وعناصر تدخل للبرلمان لكي تتحصن بالحصانة أمام فسادها وإفسادها وتربحها ولا يعنيها الشعب ولا الناس؛ لأنهم كانوا دائمًا يرددون أنهم دفعوا الملايين في مقابل الحصول على هذا المقعد في القائمة المطلقة أو المغلقة أو يمكننا تسميتها (القائمة الفضيحة).
والأكثر خطورة أن هناك حزبًا بعينه وهو حزب مستقبل وطن يحتكر مقاعد القائمة والمقاعد الفردية، وهذه فضيحة من العيار الثقيل، وعناصره تدعي أنه حزب الدولة، بينما الدولة بريئة من كل ذلك.
الطلقة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما كتب بيانًا على صفحته الشخصية جاء فيه أن انتخابات المرحلة الأولى لمجلس النواب شابها نوع من المهازل والخروقات، وطالبهم باتقاء الله حتى يجعل لهم مخرجًا.
والأهم هو ما قاله الرئيس في أكاديمية الشرطة بأن هناك أموالًا تُدفع لشراء الأصوات، وهذه جريمة، مطالبًا بمحاسبة من يفعل ذلك.
أعتقد أن الرئيس بعد هذه التصريحات دخل التاريخ من أوسع أبوابه عندما انحاز للشعب على حساب الأحزاب التى وُلدت ولادة غير سياسية.
ونتساءل ويتساءل الناس: ما فائدة الحوار الوطني الذى تم على مدار جلسات وجلسات مطولة وضم كل أطياف المجتمع المصري والأطياف السياسية وكانت مخرجاته هامة جدًّا منها إجراء الانتخابات بنظام القائمة النسبية، ولكن أباطرة الأحزاب رفضوا هذا رفضًا مطلقًا لسبب بسيط أن القائمة النسبية تضيع أحزابهم ومقاعدهم وتمنعهم من التربح غير المعقول وغير المنطقي وتحرمهم من مكاسبهم التى يحصلون عليها بالقائمة المطلقة أو المغلقة.. وهذا يسمى احتكارًا سياسيًا.
إن أخطر ما يهدد أي مجتمع هو التزاوج بين المال والحكومة، وهذا ما يحدث الآن، وهناك ترتيب للأدوار وأصبح المجلس بأسره أغلبية ولا توجد معارضة، فالجميع موالٍ للحكومة التى لا يستطيع أحد حسابها تحت القبة، وهذا أمر عجيب لا يحدث في أي برلمان في العالم.
ما معنى بطلان الانتخابات؟
إن أبسط معنى لبطلان الانتخابات أن نعيد (سمعة وطن) وسمعة المصريين في الداخل وفي الخارج وأمام العالم، وأن هناك دولة لها مؤسسات، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يسيّرها بعض الأحزاب التى تشوه صورة الوطن وصورة المواطن من خلال أموال فاسدة بمليارات الجنيهات التى تم دفعها رشاوى انتخابية مقابل أصوات، أو من خلال كراتين، لشراء الحصانة أو المقعد البرلماني.
ولكن عندما تحرك الرئيس السيسي تحرك الكل.
فأين الهيئة الوطنية للانتخابات مع احترامي للسادة القضاة؟
ولماذا لم تتحرك الهيئة في انتخابات مجلس الشيوخ؟ فما حدث فيها كان شبيهًا بما حدث في انتخابات مجلس النواب، فكانت نتائج انتخابات مجلس الشيوخ صادمة للرأي العام وللشعب المصري، ولكن لم تتحرك الهيئة الوطنية لوقف مذبحة الشعب المصري أمام صناديق الانتخابات من خلال شراء المقاعد وشراء الأصوات.. فما حدث كان صورة سيئة للشعب المصري أمام العالم، والأهم أمام الشعب نفسه، لأنه شعب ذكي يستطيع أن يفرز العنصر الجيد من الردىء.
فلا أحد يدعى أنه كان له دور في وقف هذه المذبحة البرلمانية، فالإعلام الرسمي كان شريكًا وكان مواليًا ومطبّلًا لانتخابات مجلس الشيوخ والمرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب.
والله والله والله..
أنا هنا أتحدث كنائب مستقل ولا أبغي شيئًا إلا مصلحة هذا الوطن العظيم وهذا الشعب الأعظم، وأقول إنه عندما تحدث الرئيس السيسي وطالب بإلغاء الانتخابات جزئيًا أو كليًا، سمعنا أصواتًا لم نكن نسمعها من قبل.
عجبي وآه وألف آه عندما تجد المنافقين يسيرون في موقف الرياء والخداع والغش والكذب ويغردون ويصرخون في برامجهم أن هذه أفضل انتخابات.. وعندما تحدث الرئيس قالوا إنها أسوأ انتخابات.
هل هم لا يدركون ولا يعرفون أن الشعب المصري يعرفهم ويكشف أكاذيبهم وموالاتهم وأنهم عبء على الدولة وعلى الرئيس وعلى الشعب؟!
أعتقد أنه إذا تم بطلان الانتخابات فصاحب الفضل الأول في هذا هو الرئيس السيسي فقط، وعلى الحكومة أن تقدم استقالتها فورًا قبل إجراء انتخابات جديدة، وأعتقد أن من أشرف على الانتخابات الحالية عليه أن يتقدم باستقالته لأن نتائج الانتخابات في المرحلة الأولى كشفت العوار الدستوري والمخالفات والمهازل التى تمت خلالها.
فهل تريدون أن تسيروا على نفس النهج ونفس الطريقة وتتحدون العقل الجمعي للإرادة المصرية؟
لماذا لا تحترمون المواطن العظيم وتجعلونه يتنافس حتى في المقاعد الفردية من خلال المستقلين الذين هم جزء من الشعب المصري وليسوا من خارجه؟
فما معنى أن يتم التوجيه لصالح المرشحين أصحاب رقمى 1 و 2؟ هل بقية المرشحين إسرائيليون؟
ماذا أنتم فاعلون بهذا الشعب العظيم؟
ولماذا تثيرون حالة من الغضب والرفض لدى المواطن المصري؟
من يفعل ذلك يجب محاكمته!
لماذا تريدون إغلاق النوافذ والشبابيك التى تسمح بدخول هواء نقي وأكسجين جديد لهذا الشعب الذي صبر على الحكومة وعلى الأحزاب وعلى المهاترات والفضائح البرلمانية وشراء المقاعد وعلى القوائم المغلقة وعلى استبعاد الشرفاء والأكفاء والمستقلين؟
هل أنتم تريدون إسقاط هذه الدولة العظيمة؟ هيهات، فقد عصت على الطغاة منذ آلاف السنين.
من أنتم الذين تريدون كسر هذا الشعب؟
أنتم حفنة من المرتزقة والمدعين الذين نهبوا ثرواته، وهم أول من سيهرب خارج البلاد إذا حدث فيها سوء، لا قدر الله، ولكن هذا الشعب باقٍ وسيقف أمام أي تهديد لهذا البلد العظيم.
سنظل واقفين ضد أي محاولات للإفساد أو الفساد، لأننا من طينة هذا الشعب العظيم ونقف أمام الطغاة والمزورين الذين يشوهون صورة مصر، باحتكار البرلمان واحتقار الشعب ومحاولة جعله برلمانًا للأغنياء فقط وليس برلمانًا للفقراء والبسطاء الذين هم 90% من الطبقة الوسطى الحقيقية، العمود الفقري لهذا الشعب.
إن بطلان الانتخابات هو طوق النجاة لهذا الشعب، الذي أعتقد أنه لا يوفيه أي كلام حقه.
إذا الشعب يومًا أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر.

