النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

ماذا يدور في الكواليس بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي؟.. تحذير ووعيد

حرب غزة
كريم عزيز -

قدّم الكاتب الصحفي محمد خيال، المتخصص في الشأن الفلسطيني، رؤية شاملة بما يدور حالياً في قطاع غزة، موضحاً أن ملف مقاتلي المقاومة المحاصرين في رفح بما فيهم من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد، أصبح يمثل خطورة شديدة على استكمال اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال «خيال» في تحليل له، إنه بعد حديث مع قيادات بحركة حماس والجهاد فإن الوضع أمام فشل المفاوضات وجهود الوسطاء في التوصل لاتفاق يقضي بخروج المقاتلين من داخل الخط الأصفر إلى المناطق الغربية في غزة الواقعة خارج نطاق سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي، وبعد التشاور بين القيادة الميدانية لحمااس في غزة والقيادة السياسية في الخارج جرى التأكيد على رفض مقترح الاستسلام الذي يتمسك به رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

وأضاف محمد خيال، أنه بناء عليه تم التوافق إلى خيار المواجهة مع منح القيادة الميدانية للمقاتلين بقيادة أبو أحمد البواب القيادي البارز في كتيبة شرق رفح تحديد شكل العمليات وفق رؤيتهم وحسب ظروف الميدان، وذلك بعد تأكيد القيادة الميدانية للكتائب على استبعاد خيار الاستسلام نهائياً وتشديدها على اعتبار هؤلاء المقاتلين بمثابة استشهادين داخل الخط الأصفر.

وذكر أنه في المقابل أكدت قيادة المقاومة في الخارج أن الحركة ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار الموقع في شرم الشيخ داخل الخط الأصفر المتفق عليه، وأن ما يقع من مواجهات واشتباكات داخل المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل ليست مسئولة عنها بعد إصرار نتنياهو على إفشال المفاوضات المتعلقة بإخراج المقاتلين المحاصرين.

وردا على زعم وسائل الإعلام الإسرائيلية باعتقال 5 مقاتلين في رفح بعد استسلامهم، قال الكاتب الصحفي محمد خيال، إنه وفقاً لقيادي بارز في الحركة وبعد اتصالات ميدانية تم التأكد من عدم صحة الخبر وكذب رواية الاحتلال في هذا الشأن بشكل كامل في إطار محاولات بائسة وحرب نفسية لدفع المقاتلين للاستسلام بعد فشله في التوصل لأماكن الأنفاق التي يتواجدون بها أو التوصل لأيا منهم، وسط مخاوف كبيرة بين مقاتلي جيش الاحتلال من الاصطدام بها كونه يدرك أنه بمثابة استشهاديين في الوقت الحالي.

كما أكد القيادي في الحركة أن اعداد المقاتلين أكبر من الأعداد المتداولة دون أن يحدد عدداً واضحاً، مشيراً إلى أن كتائب القساام لازالت تحتفظ بمقدرات عسكرية جيدة في رفح وشبكة أنفاق كبيرة ومعقدة لم يصل إليها الاحتلال رغم حصاره للمحافظة منذ أكثر من عام ونصف ومسحها بشكل كامل طوال تلك المدة، حسبما قال «خيال».

وأوضح أن ما يتم تداوله بشأن الأعداد فهي تتراوح بين 100 إلى 200 مقاتل، وهي الأعداد التي يقول عنها القيادي الذي تحدث إليه أنها غير دقيقة وأن العدد أكبر منها، وبالنسبة لنا يتم تداوله بعد تكرار إسرائيل للقصف على القطاع وخرق اتفاق وقف إطلاق النار لاستهداف قيادات للمقاومة في غزة على غرار ما تقوم به في لبنان مع حزب الله، أكد أن الحركة وقيادات الفصائل في البداية كانت أيديهم مغلولة بمعاناة الناس الإنسانية في القطاع ومتمسكة بالقبض على الجمر لمنع تفاقم الأوضاع مجدداً أو وقوع قصف على هجمات على نطاق أوسع، في محاولة لمنح الفرص لسكان القطاع لالتقاط أنفاسهم.

وذكر محمد خيال، أن أحد القيادات البارزة في حماس قال إنه تم التواصل مع الوسطاء والتأكيد عليهم أن استمرار الخروقات يقع ضمن مسئولياتهم كضامنين، وأن الحركة والمقاومة لن تظل مكتوفة الأيدي حال استمر النهج الإسرائيلي وأنها لن تقبل باستنساخ ما يفعله الاحتلال في لبنان مع غزة، أيضاً نقلت حماس رسائل للوسطاء أنها ترفض توسيع إسرائيل لمناطق الخط الأصفر بالمخالفة لاتفاق شرم الشيخ: «حماس شايفه أن وقف الانتهاكات والخروقات هو بالأساس يقع على عاتق الضامنين والوسطاء الذين أكدوا لها التزامهم بالعمل على تنفيذ بنود الاتفاق».