النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

من يقف وراء مؤسسة المجد اوربا المتورطة في تهجير الفلسطينيين ؟

السفيرة الفلسطينية بجنوب افريفيا تستقبل طائرة المهجرين من غزة
نوفل البرادعي -

- خبراء : اندونيسيا وجنوب افريقيا ونامبيا وانجولا وليسوتو ابرز وجهات التهجير

- خبراء يتسألون : التهجير الناعم من يرتب الرحلات المشبوهة لهجرة الغزيين ؟

تردد اسم مؤسسة المجد اوربا في الاوساط الاعلامية الغربية بقوة في الايام الاخيرة لأرتباطها برحلات مشبوهة لتهجير ناعم لسكان القطاع المدمر الي الخارج حيث ارتبط اسم المؤسسة المجهولة والتي يديرها شخص إسرائيلي بتنظيم رحلة مغادرة لأكثر من 153 فلسطينيًا من سكان قطاع غزة إلى جنوب إفريقيا وأثارت تلك الرحلة التي كشفت تفاصيلها صحيفة هآرتس العبرية واثارت شكوكًا حول تنفيذ عمليات تهجير فعلية للفلسطينيين من غزة إلى دول خارج القطاع وهذه المؤسسة تسمى المجد أوروبا ويديرها إسرائيلي يحمل الجنسية الإستونية يدعى تومر جانار ليند.

يقول الدكتورنظير مجلي المحلل السياسي وخبير العلاقات الدولية ان مؤسسة المجد اوربا تقدم نفسها عبر موقع إلكتروني منسوب لها بأنها منظمة إنسانية متخصصة في مساعدة وإنقاذ المجتمعات المسلمة من مناطق الحروب والقتال وتقول المؤسسة إنها تأسست عام 2010 في ألمانيا لكن مقرها في مدينة القدس وتنشر صورة مصممة بالذكاء الاصطناعي للمقر بجوار صورة لمسجد قبة الصخرة في القدس و عنوان الموقع الإلكتروني المنسوب لها على الإنترنت تم تدشينه في فبراير الماضي فقط .

واضاف الدكتور مجلي أن الميديا الدولية كشفت فضيحة مدوِّية ووضحت كيف يُدار التهجير بأساليب حقيرة من خلال صُعقت جنوب أفريقيا منذ ايام حين هبطت طائرة مستأجرة متهالكة في مطار جوهانسبرج وعلى متنها 153 فلسطينياً بلا أوراق وتم احتجازهم داخل الطائرة 12 ساعة كاملة في ظروف قاسية دون طعام أو شراب بعد رحلة طويلة أنهكت أجسادهم وكأن المأساة لا تكفيهم في غزة حتى يُهانوا في الهواء أيضاً وبعد ضغط المنظمات الإنسانية سُمِح لهم أخيراً بالنزول ومنحتهم السلطات تأشيرات مؤقتة لمدة 90 يوماً التحقيقات أظهرت أن الرحلة رتبتها منظمة غير مسجَّلة استغلت حاجة الناس ثم جمعت الأموال من العائلات وخدعتهم تسريبات عسكرية إسرائيلية كشفت أن المنظمة التي رتبت خروجهم تُدعى "المجد" وأن السلطات الإسرائيلية رافقت الحافلات من داخل غزة مروراً بكرم أبو سالم إلى مطار رامون ثم أُخرجوهم للمجهول رئيس جنوب افريقيا قال ان لفلسطينيون الذين وصلوا تم طردهم من غزة وأن منظمة المجد تابعة لإسرائيل وتعمل على تهجير الغزوايين وأكد أحد المنظمين أن هذه ليست أول طائرة ففي أكتوبر وصلت رحلة مماثلة تقل 170 فلسطينياً بنفس الظروف الكيان خرج بيبان خبيث قالت فيه إنهم غادروا القطاع بموافقة دولة ثالثة .

واشار الدكتور مجلي إن المؤسسة ليس لديها أي سجلات رسمية لا في ألمانيا ولا في إسرائيل مشيرا إلى أن المؤسسة تزعم أنها ساعدت ضحايا زلزال تركيا عام 2023 ولاجئي الحرب السورية لكنها لا تقدم أي دليل يدعم هذه الادعاءات وتقول المؤسسة إنها تقدم خدمات إغاثية مثل تقديم العلاج عبر مستشفيات ميدانية وخدمات تقديم الطعام والوجبات الساخنة في قطاع غزة وكذلك خدمات الإجلاء الإنساني وتستخدم المؤسسة صورًا منشورة عبر وكالات إعلام دولية وليست خاصة بها، للترويج للخدمات المفترضة التي تقدمها، في المجالات الثلاثة التي تتحدث عنها.

واضاف الدكتورمجلي أن هذه الشركة تقدم اغرائا ماليا بدفع حوالي 2000 دولار أمريكي لكل فلسطيني مقابل حجز مقعد على متن رحلات طيران مستأجرة إلى وجهات مثل إندونيسيا وجنوب إفريقيا ونامبيا وانجولا وليسوتو وبالفعل عمد مكتب الهجرة الطوعية التابع لوزارة الدفاع الكيان أحال منظمة المجد إلى مكتب منسق أعمال الحكومة في المناطق التابعة للجيش الإسرائيلي لتنسيق مغادرة سكان غزة وتسهيل المتطلبات الأمنية بشكل كبير على الفلسطينيين المغادرين من غزة.