إسرائيل إلى الزوال.. متى تختفي دولة الاحتلال؟

قدّم الدكتور أشرف الشرقاوي، أستاذ الدراسات الإسرائيلية، تحليلاً جديداً لفكرة زوال إسرائيل، موضحاً أنه عندما يتوقع أحد أن يستمر في الأعوام القادمة الاتجاه إلى النزوح الجماعي والهروب من إسرائيل إلى الخارج، على النحو الذي كشفت الاحصائيات الإسرائيلية عن حدوثه في العام السابق، يسارع البعض إلى الاتهام بالتهويل والمبالغة: «فما بالك عنما نتوقع زوال إسرائيل من الخريطة تماما خلال السنوات العشر القادمة؟».
وقال «الشرقاوي» في تحليل له، إنه ربما يعتقد البعض أن في هذا مبالغة: «لكن ألا ترون معي أن سلوك جامعة هارفارد المرموقة يعزز هذا التوقع»، موضحاً أن جامعة هارفارد جمعت وأرشفت كل ما نشر في إسرائيل منذ قيامها من كتابات صحفية وأدبية وعلمية وبحثية وغير ذلك، وقالت أن هذا تحسباً لزوال إسرائيل، مؤكداً أن هذه النبوة تم التوصل إليها بناءً على رصد دقيق ودراسات علمية، جعلت جامعة هارفارد تحاول أن تستبق الإنهيار الكبير.
وأضاف الدكتور أحمد الشرقاوي، أن هذه النبوءة لم تأت من فراغ، فالواقع أن حكومة إسرائيل أعلنت أن هناك 80 ألف نازح هذا العام وأن عدد النازحين فاق عدد المهاجرين لأول مرة، ولكن الحقيقة التي لم تعلنها هي أن الـ 80 ألف التي ذكرتهم هم 80 ألف رب أسرة وأن إجمالي عدد النازحين الفعلي يصل إلى 550 ألف نازح.
وذكر أستاذ الدراسات الإسرائيلية، أنه هناك نحو 60 ألف نازح منهم هم رواد في مجالات الحوسبة والذكاء الصناعي وكلهم أصحاب أعمال وشركات ونزحوا بشركاتهم؛ وهو ما يعني أن الاقتصاد الإسرائيلي فقد نحو 300 ألف وظيفة في هذا القطاع وحده، على الجانب الأخر تسببت الحرب في تدمير مئات المصانع والمشروعات وخروج مئات الآلاف من الأيدي العاملة من سوق العمل، وهو ما سيؤدي خلال العام القادم لنزوح مئات الآلاف من إسرائيل، وفي نفس الوقت تم تدمير قطاع السياحة تماماً: «من ذا الذي قد يرغب في السفر إلى دولة أعلنت أنها تخوض حرباً في سبع جبهات، وأن الصواريخ تنهال على مدنها من خمس جبهات منها على الأقل».
وقال الدكتور أشرف الشرقاوي، أن هذا التصريح الذي صُدر عن قادة إسرائيل، بهدف التباهي بالقوة العسكرية، التي لا تملكها إسرائيل بعد أن وقعت في مواجهة المقاومة الفلسطينية التي لا تضم سوى بضعة آلاف المقاتلين العقائديين المسلحين بأسلحة بدائية، تسبب في تدمير كامل لقطاع السياحة، وبطالة لكل العاملين وأصحاب الشركات العاملة فيه.
واختتم تحليله، بأنه لم تأت نبوءة هارفارد من فراغ ولا شك أن هناك جهود أمريكية وغربية وعربية تبذل الآن لمساعدة إسرائيل على التعافي، ولكنها في النهاية: «في اعتقادي لن تكلل بالنجاح.. وسيكون السقوط المدوي لإسرائيل مصحوباً أو متبوعاً بسقوط بعض الأنظمة العربية الداعمة لها، والتي فقدت شرعية وجودها بسبب دعمها لإسرائيل».

