سيناريوهات تحديات دبلوماسية الطاقة الإيرانية في جنوبي القوقاز

قدّمت الدكتورة شيماء المرسي، الخبيرة في الشأن الإيراني، تحليلاً لسيناريوهات تحديات دبلوماسية الطاقة الإيرانية في جنوبي القوقاز، موضحة، أن منطقة القوقاز الجنوبي تشهد تحولات استراتيجية مهمة، تمثلت في المبادرة الجديدة بين أرمينيا، وأذربيجان، وتركيا في مجال الطاقة، والتي تُعد امتدادًا لمبادرات سابقة مثل ممر زنغزور ومحور الطاقة الأوسطي، بما يشير إلى مواجهة إيران تحديات مباشرة على دورها التقليدي في القوقاز الجنوبي، فيما يضع هذا التحالف الثلاثي نفوذها الترانزيتي التقليدي نحو أوروبا تحت الضغط.
وقالت «المرسي» في تحليل لها، إن هذا التحول جاء عقب حروب قره باخ الأخيرة وتراجع الدور الروسي كضامن لأمن أرمينيا، وهذا يعني أن إيران لم تعد قادرة على الاعتماد على التوازن التقليدي الذي كانت توفره موسكو، وبالتالي، أضحى أي قرار إيراني في المنطقة مرتبطًا مباشرة بقدرتها على التفاعل مع القوى الإقليمية الجديدة دون دعم خارجي تقليدي.
وذكرت أن إعلان رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، استعداد يريفان للتعاون في مشروعات نقل الطاقة وترانزيت السلع عبر أراضيها، يشكل خطوة حاسمة نحو إكمال ممر طاقة متكامل من حقول الغاز الأذربيجانية مرورًا بأرمينيا وصولًا إلى تركيا وأوروبا، كما يعزز موقع باكو ويضعف قدرة إيران على استثمار موقعها الجغرافي في الترانزيت، لافته إلى أن مشروعات ربط الكهرباء بين القوقاز والبحر الأسود، مثل ربط جورجيا، ورومانيا، وأرمينيا بالشبكة التركية، تُعد أدوات إضافية لتجاوز المسارات الإيرانية التقليدية، وتقليص نفوذ طهران الإقليمي بشكل مباشر.
بناء على ذلك، أكدت الدكتورة شيماء المرسي، أن إيران تُصبح أمام خيارات استراتيجية محدودة تتراوح بين الموازنة النشطة أو الانخراط المحدود في التحالفات الإقليمية الجديدة، مع العلم أن كل خيار مرتبط بتكاليف عالية وحسابات دقيقة لموازنة النفوذ والحفاظ على دورها في المعادلات الإقليمية.

