النهار
جريدة النهار المصرية

حوادث

افتتاح آمن ومبهر للمتحف المصري الكبير.. منظومة تأمين غير مسبوقة تليق بعظمة الحدث

المتحف المصري الكبير
أحمدقادومة -

شهدت مصر واحدة من أنجح التجارب التنظيمية والأمنية في تاريخها الحديث، خلال فعاليات افتتاح المتحف المصري الكبير بمنطقة الأهرامات بالجيزة، والذي خرج في أبهى صورة تعكس حجم الاستعداد والجهد المبذول من قبل أجهزة الدولة، وعلى رأسها وزارة الداخلية والقوات المسلحة.

الحدث الذي تابعه العالم أجمع، لم يكن مجرد افتتاح لمتحف أثري، بل عرضاً متكاملاً لقدرات مصر التنظيمية والأمنية، في حدث شارك به رؤساء وملوك وشخصيات دولية بارزة، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة.

-خطة أمنية متعددة المستويات

وضعت وزارة الداخلية خطة تأمينية شاملة استمرت على مدار ثلاثة أيام متواصلة، بمشاركة قوات من الأمن العام، والمباحث الجنائية، والحماية المدنية، والإدارة العامة للمرور، تحت إشراف غرفة عمليات مركزية تعمل على مدار الساعة.

الخطة شملت تأمين 85 كميناً ونقطة تفتيش ثابتة ومتحركة في محيط المتحف، ومحور 26 يوليو، وطريق الفيوم، ومنطقة الأهرامات، بالإضافة إلى نشر 4,500 فرد أمن في دوائر متداخلة حول موقع الافتتاح.

-تكنولوجيا المراقبة الحديثة

جرى تركيب وتشغيل أكثر من 200 كاميرا مراقبة عالية الدقة بنظام التعرف على الوجوه، مرتبطة بغرف عمليات وزارة الداخلية، إلى جانب 12 بوابة إلكترونية مزودة بأحدث أجهزة الفحص والكشف عن المعادن والمتفجرات.

كما شاركت 6 وحدات من الكلاب البوليسية وخبراء المفرقعات في عمليات التمشيط المستمرة للموقع منذ يومين قبل الفعالية، لضمان خلو المنطقة من أي أجسام مشبوهة أو مخاطر محتملة.

-تحكم مروري كامل ومسارات خاصة للوفود

نفذت الإدارة العامة للمرور خطة دقيقة لتنظيم الحركة شملت تحويلات مؤقتة في محيط الجيزة وطريق الفيوم ومحور 26 يوليو، مع تخصيص 4 مسارات خاصة للوفود الرسمية و7 مسارات للحافلات السياحية، لضمان الانسيابية وعدم حدوث تكدسات.

كما تم منع سير النقل الثقيل في نطاق الحدث طوال فترة الفعالية، ورفع حالة الطوارئ المرورية لحين مغادرة آخر موكب رسمي.

-جاهزية طبية ومدنية على أعلى مستوى

دفعت الحماية المدنية ووزارة الصحة 30 سيارة إسعاف و18 سيارة إطفاء تمركزت بمحيط المتحف ومداخله، إضافة إلى إنشاء نقاط إسعاف ميدانية وفرق طوارئ متنقلة.

كما تم تأمين المداخل بفرق تفتيش نسائية وأجهزة كشف إلكترونية لضمان سرعة الدخول مع أعلى درجات الأمان.

—صورة تليق باسم مصر

مصدر أمني رفيع المستوى أكد أن النجاح الذي تحقق في افتتاح المتحف المصري الكبير هو “نتيجة لتكامل أجهزة الدولة وتنسيقها التام قبل وأثناء الحدث”، مضيفًا أن “التجربة أثبتت قدرة مصر على تنظيم وتأمين فعاليات كبرى بمعايير دولية”.

وقد أشادت الوفود الأجنبية والدبلوماسية بحسن التنظيم ودقة الإجراءات، في مشهد يعكس الصورة الحقيقية لمصر الحديثة التي تجمع بين الحضارة العريقة والإدارة الحديثة.

بهذا النجاح التنظيمي والأمني، سجلت مصر صفحة جديدة في سجلها الحديث، ليس فقط بافتتاح أكبر متحف أثري في العالم، بل بإثبات قدرتها على تأمين حدث عالمي بهذا الحجم بكفاءة وانضباط.

الافتتاح لم يكن مجرد حدث ثقافي، بل رسالة أمنية وتنظيمية للعالم: أن مصر قادرة على حماية حضارتها وتقديمها للعالم في أبهى صورها.