النهار
جريدة النهار المصرية

حوادث

أم في العشرين.. من طفلة بلا مأوى إلى متهمة بالإهمال: مأساة تهز الزقازي

عبدالعظيم محمد -

أم في العشرين.. من طفلة بلا مأوى إلى متهمة بالإهمال: مأساة تهز الزقازيق

ألقت الأجهزة الأمنية بمحافظة الشرقية القبض على فتاة تبلغ من العمر عشرين عامًا، بعد العثور على أطفالها الثلاثة داخل إحدى الأراضي الزراعية في مدينة الزقازيق، في واقعة أثارت موجة من الجدل والتعاطف على مواقع التواصل الاجتماعي.

تفاصيل الواقعة

بحسب التحريات الأولية، تبين أن الأم ما زالت في مقتبل العمر، إذ لم تتجاوز العشرين عامًا، وتعيش ظروفًا مأساوية بعد أن فقدت والدتها في طفولتها، بينما يقضي والدها حاليًا عقوبة بالسجن.

وتشير المعلومات إلى أنها تزوجت بعقد عرفي من شابٍ استغل فقرها، ثم سرقها وهرب رافضًا الاعتراف بأطفالها الثلاثة، تاركًا إياها تواجه مصيرها وحدها بلا مأوى أو دعم.

الشارع مأوى والأرض سرير

اضطرت الأم الصغيرة إلى التسول في شوارع الزقازيق لتوفير الطعام لأطفالها. كانت تتركهم في أرض زراعية خلال النهار، ثم تعود إليهم ليلًا لتبيت بجوارهم على التراب، بصحبة شقيقتيها اللتين تعانيان اضطرابات نفسية، وابنة خالها الصغيرة.

شهود عيان من الأهالي أكدوا أن الأم كانت تحاول قدر المستطاع رعاية أطفالها رغم الفقر والظروف القاسية، مؤكدين أنها «لم تكن مهمِلة بل مكسورة».

مطالبات بالتدخل

ناشطون ومتابعون على مواقع التواصل الاجتماعي طالبوا وزارة التضامن الاجتماعي بالتدخل العاجل لإنقاذ الأم وأطفالها، وتوفير مأوى ورعاية نفسية واجتماعية لهم، بدلًا من معاقبتها.

وقال أحد النشطاء: «دي مش قضية إهمال، دي قضية ضمير مجتمع كامل، لازم نسأل نفسنا: إزاي طفلة تبقى أم مشردة وأطفالها في الشارع؟»

الرحمة قبل القانون

القضية التي بدأت كبلاغ “إهمال أطفال” سرعان ما تحولت إلى مأساة إنسانية كشفت عن ثغرات في منظومة الرعاية الاجتماعية، ودعت كثيرين للمطالبة بأن تكون الرحمة سابقة على العقاب.

فالقانون قد يحكم، لكن الرحمة وحدها تُنقذ