جريمة تربوية.. خبير يعلق على حبس طالبة بسبب المصروفات

كتب: ثابت عبد الغفار
وصف الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، واقعة حبس طالبة داخل أحد الفصول الدراسية بسبب تأخر ولي أمرها في سداد المصروفات بأنها «انتهاك صادم لكل القيم التربوية والإنسانية»، مؤكدًا أن ما حدث يمثل تحولًا خطيرًا في دور المدرسة من مؤسسة للتربية والتعليم إلى مكان للعقاب والإذلال.
وأوضح الدكتور تامر أن الواقعة — التي شهدت حبس الطالبة لأكثر من ثلاث ساعات على مدار يومين متتاليين — تترك آثارًا نفسية وجسمانية عميقة، أبرزها شعور الطالبة بالإهانة الشديدة والدونية مقارنة بزملائها، وإصابتها بالخوف والهلع من المدرسة ذاتها بعد أن ارتبطت في وعيها بمشاعر الألم والعقوبة بدلًا من الأمان والتعلم.
وأشار إلى أن مثل هذه الممارسات تخلق جيلًا فاقدًا للثقة في الكبار داخل المؤسسة التعليمية، سواء معلمين لم يدافعوا عنها أو إداريين تسببوا في أذيتها، ما يرسّخ لدى الطفل فكرة أن المدرسة مكان يُمارس فيه الظلم لا العدالة، محذرًا من احتمالية اكتساب الطالبة سلوكيات عدوانية أو تمرد على القوانين كرد فعل على ما تعرضت له.
وأضاف شوقي أن واقعة حبس طالبة لا تؤذي الطالبة وحدها، بل تشوّه الصورة الذهنية للمجتمع عن التعليم الخاص ككل، داعيًا إلى إخضاع المدرسة محل الواقعة لإشراف مالي وإداري كامل من الوزارة، ومراجعة مؤهلات العاملين بها والتأكد من سلامتهم النفسية وسلوكهم المهني.
وشدد أستاذ علم النفس التربوي على ضرورة إجراء جلسات دعم نفسي عاجلة للطالبة لمساعدتها في تجاوز مشاعر الخوف والوصم، ونقلها إلى بيئة مدرسية جديدة أكثر أمانًا، مع تقديم اعتذار رسمي من إدارة المدرسة وفتح تحقيق قانوني لمحاسبة كل من تورط في الواقعة، مؤكدًا أن «السكوت على مثل هذه الانتهاكات يضرب أساس العملية التعليمية في مقتل».

