النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

لبنان أمام مفترق طرق وفرص لابد من اغتنامها

منى عبد الغنى -

بعد سنوات من الأزمة الاقتصادية العميقة، تقف لبنان عند مفترق طرق تاريخي يتلقى البلاد دعمًا خارجيًا كبيرًا من المملكة العربية السعودية وقطر والولايات المتحدة، لكن هذا الدعم يعتمد على إصلاحات جادة ونزع سلاح حزب الله.

ففي السنوات الأخيرة، تغير التوازن الإقليمي: إذ يواجه نفوذ إيران في لبنان تحديات، بينما تُجدد المملكة العربية السعودية جهودها لتعزيز الاستثمارات وتعزيز الاستقرار. بقى التحدي الأساسي هو استمرار وجود حزب الله العسكري والسياسي، مما يُثني المانحين الدوليين ويُعيق تعافي لبنان.

إذا اختارت لبنان التوجه نحو نزع السلاح، وتعزيز جيشها الوطني، واستعادة كامل سلطة الدولة، فقد تجذب الاستثمار الأجنبي، وتُعيد بناء البنية التحتية، وتُحسّن ظروف معيشة المواطنين.

فقد دعا وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية جون هيرلي من بيروت الإثنين اللبنانيين إلى "إنهاء نفوذ إيران الخبيث" على حد قولة عبر حزب الله، مؤكدا أن بلاده "جادة للغاية" في قطع مصادر تمويل الحزب من داعمته طهران.

ويواجه لبنان الآن مسارين متمايزين: أحدهما يقود نحو التجديد والتعاون والانتعاش الاقتصادي، والآخر نحو الركود المستمر والعزلة عن المجتمع الدولي، كما أن مصير بيروت سيتحدد بحزم القيادة اللبنانية أو بقائها متعطلة بفعل الانقسامات السياسية. فقط من خلال قيادة داخلية جريئة وإصلاح حقيقي، يمكن للبنان أن يتحوّل إلى نموذج للتعافي في منطقة مضطربة.

وتحتاج الحكومة في بيروت إلى تنفيذ عملية نزع سلاح حزب الله، وهي العملية التي اقترحتها الولايات المتحدة ووافق عليها مجلس الوزراء اللبناني، غير أن حزب الله يرفض تسليم سلاحه.