الفنان محمود فتوح: الذكاء الاصطناعي لن يصل لِـ«عشوائية الفنان» مهما تقدّم

شهد العقد الأخير طفرة غير مسبوقة في مسار الفنون، بعدما دخلت التقنيات الحديثة على خط الإبداع وقدّمت للفنانين أدوات قادرة على تسريع تنفيذ الأعمال الفنية، ورفع جودة المنتج النهائي، والحفاظ عليه من تأثيرات الزمن. غير أن هذا التطور نفسه حمل تحديًا جديدًا، مع الانتشار المتسارع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، التي بدأت تقترب من مناطق الإنتاج الإبداعي وتطرح أسئلة حول مستقبل الفن الإنساني.
وفي خضم هذه التحولات، كان من المهم الوقوف على رؤية أحد الفنانين الشباب المعاصرين، فكان هذا الحوار مع الفنان والرسّام محمود فتوح، الذي لفت الأنظار خلال السنوات الأخيرة بفضل جودة أعماله وحرفيته العالية وإبداعه المختلف.

- كيف ترى سباق الذكاء الاصطناعي أمام الأعمال الفنية التي يصنعها الفنانون بأيديهم؟
يقول محمود فتوح: “التطور الذي وصل إليه الذكاء الاصطناعي هائل بلا شك، لكنه مهما تقدّم—even بعد ألف سنة—لن يبلغ العشوائية الحقيقية التي تميّز الفنان، تلك اللمسة الإنسانية والرؤية الخاصة للعالم. هناك شيء لا يمكن محاكاته لأنه ببساطة يولد من الروح.”
- عند تنفيذ أعمال فنية لأغراض تجارية، هل تتفق مع الجهة على كل تفاصيل التصميم أم تُترك لك الرؤية الكاملة؟
يوضح فتوح: “يتم الاتفاق فقط على الخطوط الرئيسية مع الجهة، أما الشكل النهائي فأحدده أنا. أحاول تقديم تغذية بصرية تتناسب مع المكان أو الجهة. كثير من الجداريات واللوحات تُطلب مني لأماكن رسمية أو خاصة أو تجارية. على سبيل المثال، عُرض عليّ تنفيذ جداريات لعدد من المطارات، لكن المشروع لم يتم لظروف خاصة فاعتذرت عنه. وحتى أعمالي الخاصة لا أشارك بها في مسابقات… فأنا بطبيعتي شخص انطوائي نوعًا ما ولا أحب الأضواء.”
ويتابع: “طُلب مني في مصر وخارجها تصميم أغلفة كتب وروايات، لكني اعتذرت أيضًا بسبب ضيق الوقت وظروف العمل.”

- بالنسبة للوحات الزيتية.. هل تمنح أعمالك أسماء محددة؟
يجيب: “لا أُسمّي أعمالي. لا أريد أن أدفعها نحو اتجاه تجاري أو أحمّلها تفسيرًا جاهزًا. اللوحة بالنسبة لي تعبير عن إحساس خاص، ويهمّني أن يقرأها المتلقي بعينه ووعيه.”
- حدثنا عن السقف الفرعوني… ما الدافع وراء الفكرة؟ وكيف جرى تنفيذها؟
يقول فتوح: “هذا العمل تحديدًا اعتمد على تغذية بصرية استوحيتها من سقف معبد دندرة. أنا من اقترحت الرسم على السقف، وكنت متحمسًا للفكرة رغم أن الجهد المبذول فيه يعادل أربعة أضعاف جهد أي جدارية، إضافة إلى ارتفاع تكلفته بدرجة كبيرة.”







