الجيش الباكستاني يُحبط هجومًا دامياً لطالبان على كلية عسكرية قرب الحدود الأفغانية

أحبطت قوات الأمن الباكستانية هجومًا إرهابيًا واسعًا شنّته مجموعة من مسلحي حركة طالبان–باكستان استهدف كلية عسكرية في إقليم خيبر بختونخوا شمال غربي البلاد، في محاولة لاختطاف عدد من طلابها، وفق ما أعلنت الشرطة المحلية صباح الثلاثاء، في واحدة من أكثر الهجمات جرأة منذ أشهر.
وبحسب التفاصيل الأمنية، بدأ الهجوم ليل الاثنين عندما حاول انتحاري يقود سيارة مفخخة اقتحام بوابة الكلية الواقعة في مدينة وانا القريبة من الحدود الأفغانية، والتي كانت لسنوات طويلة معقلًا لحركة طالبان وتنظيم القاعدة وعدد من الجماعات المسلحة الأجنبية. وفور الانفجار، اندلعت اشتباكات عنيفة بين المسلحين وقوات الأمن المنتشرة في المكان.
وأوضح قائد الشرطة في المنطقة، عالمجير محسود، أن القوات تمكنت من قتل مسلحين اثنين على الفور، فيما تسلل ثلاثة آخرون إلى داخل حرم الكلية الواسع قبل أن يُحاصروا داخل أحد المباني الإدارية. وأضاف أن العملية الأمنية استمرت حتى فجر الثلاثاء، حيث تم القضاء على جميع المهاجمين بعد تبادل إطلاق نار استمر لساعات.
وأكد محسود أن "جميع الطلاب والمعلمين والعاملين في الكلية بخير"، مشيرًا إلى أن القوات أحبطت محاولة المهاجمين الوصول إلى المبنى الرئيسي واحتجاز الطلاب كرهائن، وهو ما كان سيؤدي إلى مجزرة محققة داخل المنشأة.
وأدى الانفجار الأول إلى أضرار جسيمة في عشرات المنازل المجاورة، وأسفر عن إصابة 16 مدنيًا على الأقل، إضافة إلى عدد من الجنود الذين شاركوا في عملية التصدي للهجوم. وتم نقل المصابين إلى المستشفيات القريبة وسط استنفار أمني واسع النطاق في مدينة وانا ومحيطها.
وأشار شهود عيان إلى أن صوت الانفجارات وإطلاق النار دوّى في أنحاء المدينة طوال الليل، فيما انتشرت وحدات من الجيش في الشوارع لتمشيط المنطقة ومنع هروب أي عناصر متورطة.
ولم يصدر الجيش الباكستاني بيانًا رسميًا مفصلًا حتى الآن، إلا أنه وصف منفذي الهجوم في بيان مقتضب بأنهم "خوارج"، وهو التعبير الذي تستخدمه الحكومة الباكستانية للإشارة إلى عناصر حركة طالبان–باكستان، المصنفة منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
ويأتي هذا الهجوم في وقت تشهد فيه باكستان تصاعدًا في وتيرة الهجمات المسلحة التي تنفذها حركة طالبان–باكستان ضد أهداف عسكرية وأمنية، خاصة في مناطق خيبر بختونخوا وبلوشستان، على خلفية فشل المفاوضات السابقة بين الحركة والحكومة الباكستانية، وازدياد نشاطها بعد عودة حركة طالبان الأفغانية إلى الحكم في كابول عام 2021.
ويرى محللون أن الحادث الجديد يعكس عودة الخطر الإرهابي إلى قلب المناطق الحدودية، ويؤكد التحديات الأمنية الكبيرة التي تواجهها إسلام أباد في السيطرة على المناطق الجبلية المتاخمة لأفغانستان، حيث تتخذ الجماعات المتشددة من التضاريس الوعرة ملاذات آمنة لتنظيم هجماتها وتنفيذ عملياتها ضد الدولة.

