النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

الحرب تقترب... إسرائيل ترفع التأهب على الحدود وتخشى هجومًا من حزب الله

المحلل اللبناني حسن صبرا
أحمد مرعي -

تعيش إسرائيل حالة من القلق الأمني المتصاعد بعد صدور تقارير عسكرية داخلية أشارت إلى أن المواجهة مع حزب الله اللبناني باتت أقرب من أي وقت مضى، في ظل مؤشرات على احتمال شن الحزب هجمات ضد مواقع للجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية.

ووفقًا لتقديرات نُشرت في وسائل إعلام عبرية، فإن الجيش الإسرائيلي يشتبه في أن حزب الله يخطط لتوسيع عملياته ضد القوات الإسرائيلية، مستفيدًا من حالة الإنهاك التي يعانيها الجيش في جبهة غزة، ومن تصاعد التوتر الإقليمي بعد أشهر من الاشتباكات المتقطعة عبر الحدود اللبنانية.

وتشير تقارير عسكرية في تل أبيب إلى أن القيادة الإسرائيلية تتعامل مع الوضع في الشمال بوصفه "قنبلة موقوتة"، وسط تصاعد حدة القصف المتبادل، وازدياد نشاط الطائرات المسيّرة والهجمات الصاروخية على جانبي الحدود.

كما حذّرت تلك التقارير من أن أي خطأ في الحسابات أو عملية محدودة قد يشعل مواجهة شاملة لا يمكن السيطرة على مداها.

وفي تعليقه على هذه التطورات، قال المحلل اللبناني حسن صبرا إن إسرائيل تدرك أن فتح جبهة حرب مع حزب الله في الوقت الحالي سيكون مغامرة باهظة الكلفة، خاصة في ظل الضغوط الداخلية التي تواجهها حكومة نتنياهو، والانقسام الشعبي حول استمرار العمليات في غزة.

وأوضح صبرا أن الحديث الإسرائيلي المتكرر عن اقتراب الحرب يحمل أكثر من رسالة، فهو في جانب منه محاولة لتهيئة الرأي العام الإسرائيلي لاحتمال التصعيد، وفي جانب آخر رسالة ضغط موجهة إلى واشنطن والعواصم الغربية لتبرير أي تحرك عسكري محتمل في الشمال.

وأضاف أن حزب الله يتبع سياسة ردع محسوبة بدقة، إذ يسعى لإبقاء التوتر قائمًا بهدف استنزاف إسرائيل معنويًا وأمنيًا، من دون الانزلاق إلى حرب مفتوحة قد تزيد من معاناة الداخل اللبناني وتعمّق أزماته.

وأشار إلى أن كلا الطرفين يسير على حافة الهاوية، فإسرائيل تخشى أن يؤدي أي تصعيد شامل إلى تدخل أطراف إقليمية أخرى، بينما يوازن حزب الله بين الردع وعدم الانجرار إلى معركة لا يريدها أحد.

واختتم صبرا تصريحه بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة ستكون مفصلية، إذ سيتحدد خلالها ما إذا كانت الجبهة الشمالية ستظل ساحة اشتباكات محدودة، أم أنها ستنفتح على مواجهة أوسع تهدد أمن المنطقة بأكملها.