هدار غولدن يعود بعد تسع سنوات.. حماس تسلم رفات الضابط الإسرائيلي في صفقة تبادل الأسرى
أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة، الأحد، عن نيتها تسليم رفات الضابط الإسرائيلي هدار غولدن، الذي قُتل خلال الحرب التي استمرت ستة أسابيع في غزة عام 2014. وأوضحت الحركة أن الرفات تم العثور عليه السبت في مسار أحد الأنفاق بمخيم يبنا في مدينة رفح جنوب القطاع، وسيتم فحصه من قبل خبراء الطب الشرعي الإسرائيلي لتأكيد هويته.
وتأتي هذه الخطوة في إطار صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى، ومن المتوقع أن تكون هذه هي المرة الثانية والعشرين التي تُعيد فيها حماس جثثًا منذ بدء سريان الهدنة الحالية في العاشر من أكتوبر.
وفي السياق، طالبت إسرائيل حماس بتسليم رفات غولدن فورًا، إلا أن الحركة أجلت إعادة الجثمان للتفاوض حول مصير العناصر المحاصرين في مناطق الخط الأصفر، والتي تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي، مؤكدة أن عناصرها لن يستسلموا. ودعت الحركة الوسطاء الدوليين إلى ضمان استمرار وقف إطلاق النار وحماية العناصر المحتجزين، مشيرة إلى أن ما تبقى من رفات يحتاج إلى فرق ومعدات إضافية لاستخراجها.
من جهتها، أكدت مصادر إسرائيلية، بينها القناة 12، أن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن الجثة التي عثرت عليها حماس تعود بالفعل للضابط غولدن، في حين نفت وجود أي صفقة رسمية بشأن إعادة الجثمان حتى الآن. ويُذكر أن هناك نحو 150 مقاتلاً من حماس محاصرين داخل أنفاق خلف الخط الأصفر، ولم يُعرف بعد مصيرهم، في ظل ضغوط أمريكية لتأمين ممر آمن لهم ضمن اتفاق وقف النار.
وتأتي عملية إعادة الرفات بعد أكثر من عقد على مقتله، إذ التقى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال إيال زامير، عائلة غولدن وأكد التزام الجيش بإعادة جميع المحتجزين الذين سقطوا خلال الحرب. وقد سبق أن أفرجت حماس عن جميع المحتجزين الأحياء وأعادت 23 جثمانًا منذ بداية الهدنة، فيما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وأعادت جثث مئات القتلى إلى غزة.
السيرة الذاتية للضابط هدار غولدن
الضابط هدار غولدن كان يبلغ من العمر 23 عامًا وقت مقتله في الأول من أغسطس 2014، وكان ملازمًا في وحدة إسرائيلية متخصصة في كشف وتدمير أنفاق حماس في قطاع غزة. كان جزءًا من القوات المكلفة بمراقبة الأنفاق وتأمين المناطق الحدودية، وقد قُتل أثناء مهمة عسكرية قرب خط التماس، وتم احتجاز جثمانه لدى حماس منذ ذلك الحين. يُدرج اسمه ضمن قائمة المحتجزين الموتى التي تسعى إسرائيل لاستعادتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في أكتوبر 2023.
يُعد تسليم رفات هدار غولدن خطوة رمزية وإنسانية مهمة، تعكس استمرار جهود تطبيق اتفاق وقف النار، لكنها تبرز أيضًا تعقيدات ملف الأسرى والاحتجازات في قطاع غزة، حيث تظل قضايا المفقودين والقتلى من الطرفين محل توتر ودبلوماسية حساسة، وسط متابعة دولية دقيقة لضمان احترام التزامات كل طرف.