انقسامات داخل «الوفد»..يمامة يفتح باب الترشح على رئاسة الحزب ومنصور يرفض رئاسة لجنة الإشراف احتجاجًا على قراراته

يمامة للنهار: أرغب في الترشح مرة أخرى على رئاسة الحزب وهذه رسالتي للمنتقدين
تشهد أروقة حزب الوفد حالة من الجدل والشد والجذب الداخلي، بعد قرار رئيس الحزب الدكتور عبد السند يمامة فتح باب الترشح لانتخابات رئاسة الحزب المقررة مطلع يناير المقبل، وإعلانه نيته خوض المنافسة مرة أخرى، في وقت أعلن فيه المهندس حسين منصور، نائب رئيس الحزب، اعتذاره عن رئاسة اللجنة المشرفة على الانتخابات، اعتراضًا على ما وصفه بـ القرارات الانفرادية وتغييب التشاور المؤسسي.
القرار الذي أصدره يمامة جاء محددًا لتفاصيل العملية الانتخابية، حيث تقرر أن تبدأ اللجنة في تلقي طلبات الترشح اعتبارًا من السبت 3 يناير 2026 وحتى الخميس 8 يناير، على أن تُجرى الانتخابات خلال شهر يناير، قبل 60 يومًا من انتهاء الولاية الحالية لرئيس الحزب.
تضم اللجنة المشرفة على الانتخابات، وفقًا لقرار يمامة، كلًا من المهندس حسين منصور مقررًا، والنائب ياسر قورة، وكاظم فاضل، وحاتم رسلان، وصفوت عبد الحميد، وحمادة بكر، وأيمن محمد سيد. وتختص اللجنة بالإشراف الكامل على جميع مراحل العملية الانتخابية، بدءًا من تلقي طلبات الترشح والنظر في الطعون، وحتى إعلان النتائج النهائية.
لكن سرعان ما انفجرت الأزمة داخل الحزب بعد ساعات من إعلان القرار، حين أصدر المهندس حسين منصور بيانًا أعلن فيه رفضه تولي رئاسة اللجنة، مؤكدًا أن رئيس الحزب «دأب على اتخاذ قراراته بشكل انفرادي دون تشاور مع المكتب التنفيذي أو الهيئة العليا».
وقال منصور في بتصريحات خاصة لجريدة النهار المصرية، «أسلوب إصدار القرارات بهذه الطريقة يخلق أجواءً من الشك والانقسام داخل الحزب، ويتنافى مع روح التضامن والعمل الجماعي التي تميز تاريخ الوفد»، مضيفًا أنه «يرفض المشاركة في لجنة تم تشكيلها دون حوار أو توافق مع قيادات الحزب أو أعضائه.
يمامة: قد أترشح مجددًا لانتخابات رئاسة الوفد
من جانبه، أكد الدكتور عبد السند يمامة أن الحزب يسير وفق اللوائح، وأن اللجنة الانتخابية ستعمل «بشفافية تامة دون تدخل من أي طرف»، مشددًا على أن انتخابات رئاسة الحزب «ستُدار في أجواء نزيهة تعكس تقاليد الوفد العريقة».
وفي تصريحات خاصة لجريدة النهار المصرية، أوضح يمامة أنه فاز في انتخابات رئاسة الحزب السابقة التي جرت في 13 مارس قبل أربع سنوات، وأن الولاية الحالية تنتهي في مارس المقبل، مؤكدًا أن الدعوة إلى الانتخابات تأتي التزامًا بالنظام الأساسي للحزب.
وأشار رئيس الوفد إلى أنه قد يترشح لولاية جديدة، لكنه لم يحسم قراره بعد، قائلاً سأنظر إلى المترشحين، فإذا وجدت من يستطيع تحمّل المسؤولية سأدعمه، أما إذا لم أجد فقد أترشح مرة أخرى».
وردًا على الانتقادات التي وُجهت إليه خلال فترة رئاسته، قال يمامة : من ينتقد هو من يعمل، ومن لا يُنتقد شخص ساكن لا يتحرك، والنتيجة أننا نعمل، والحركة دائمًا تثير الجدل.
كما دافع يمامة عن إدارته لشؤون الحزب، مؤكدًا أن «ودائع وأصول الحزب لم تُمس طوال فترة رئاسته»، وأنه لم يصدر أي قرارات تعيين جديدة أو إقالة لأي من العاملين، مضيفًا أن «مرتبات العاملين لم تتأخر يومًا واحدًا»، وأنه تمكن من صرف مكافأة نهاية الخدمة التي لم تُصرف منذ عهد الدكتور سيد البدوي وحتى المستشار بهاء أبو شقة.
تأتي هذه التطورات في وقت حساس بالنسبة لحزب الوفد، الذي يُعدّ من أقدم وأعرق الأحزاب السياسية في مصر، ويستعد لخوض انتخابات داخلية يتوقع أن تشهد منافسة حادة بين عدة تيارات داخل الحزب، بعضها يطالب بتجديد الدماء، وآخرون يرون أن يمامة ما زال الأقدر على الحفاظ على استقرار المؤسسة.

