جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب : قمة سرت الاستثنائية

-
قد تكون قمة سرت الليبية هي المشهد الأخير للنظام الرسمي العربي الذي انحاز دائما للرؤية الأمريكية علي حساب المواطن العربي من المحيط إلي الخليج فأوراق القضية والحل ليس في يد أمريكا كما ادعي البعض ولكن الحل الحقيقي للقضية الفلسطينية والملف العربي في الانحياز لصوت ومطالب الشارع العربي ولابديل ولا خيار عن المقاومة والردع حفاظا علي البقية الباقية من رجولتا وكرامتنا ووجودنا فلن يحترمنا أحد طالما نحن مختلفين وضعفاء ونجري وراء سراب الإدارات الأمريكية التي اثبتت الأحداث والأيام مدي انحيازهم لإسرائيل وللمنهج الصهيوني نظرا لتأثير اللوبي اليهودي وآلة الإعلام الأمريكية التي تحول الحقائق علي الأرض إلي شائعات وأكاذيب وهذا سر فشل المبادرات العربية والمفاوضات المباشرة وغير المباشرة فما يجري علي الأرض من استمرار إقامة المستوطنات وضرب إسرائيل عرض الحائط بالقرارات والقواعد والقوانين الدولية واللجان الرباعية والخماسية وجولات ميتشل المكوكية التي لم تسفر عن شئ لأن إسرائيل فوق الجميع ولجوء العرب إلي هيئة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي هو مضيعة للوقت فلا يكفي يا حكام العرب ضياع 60 عاما علي محاولات لحل القضية لم تقدم شيئا فالعالم لا يحترم إلا لغة القوة والأقوياء ولغة المصالح هي التي تحدد موقف المجتمع الدولي فكفي النظام الرسمي العربي استخفافا بنا والتقليل من حجمنا وشأننا حتي اصبحنا أمام العالم إرهابيين دعاة حرب لا سلام، فقمة سرت التي تعقد علي أرض ليبيا في هذا التوقيت المهم والخطير فإما تكون قمة استثنائية لقرارات مصيرية وواقعية تحقق الحد الأدني من مطالب الشارع العربي وهو قطع العلاقات مع إسرائيل وطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة وعمان وهذا يكون بإجماع عربي حقيقي تتبناه مصر والسعودية وسوريا وليبيا بالإضافة إلي ضرورة توحيد الفصائل الفلسطينية وتحقيق مصالحة فلسطينية حقيقية بغطاء عربي ووقف كل المفاوضات والاتصالات السياسية والدبلوماسية مع الجانب الأمريكي بالإضافة إلي إعلان وفاة مبادرة السلام العربية واتخاذ قرارات وليس توصيات في هذه القمة الاستثنائية بسرت وضرورة اتخاذ قرارات عربية بالحوار مع إيران وخاصة مصر والسعودية وإنهاء جميع أشكال وأنواع الخلافات والاختلافات بين مصر وسوريا وقطر والجزائر والمغرب وأن يتوحد العالم العربي ولو مرة واحدة حتي نواجه الغول اليهودي الصهيوني الذي يريد أن يحول عالمنا العربي إلي جزر منعزلة فماذا بعد سقوط بغداد وعدم القدرة حتي الآن علي تشكيل حكومة عراقية وما ذنب الشعب العراقي الذي دفع فاتورة بالدم والاستشهاد أمام الغزو الأمريكي، نريد أن نحافظ علي العراق ودول الخليج، الكويت والبحرين والسعودية من أي تداعيات مستقبلية بسبب الملف النووي الإيراني الذي يغزيه ويدعمه الأمريكان وإسرائيل حتي تدفع دول الخليج فاتورة أخري للأمريكان، هذا المشهد العربي الذي يدعو للحسرة والألم لأننا أصبحنا كعرب خارج الخدمة الدولية والكل ينظر إلينا علي أننا نتكلم ولا نقدر علي فعل شئ ،نريد أن نثبت لأنفسنا أولا وللعالم أننا قادرون علي اتخاذ القرار في صالح الأجيال القادمة التي ستحاكمنا بسبب الأقصي والقدس المحتلة ومحاولات تهويدها وتغيير ملامحها وأراضيها، فما يجري في الجولان والجنوب اللبناني ومحاولات تقسيم السودان شماله عن جنوبه هو بداية النهاية للنظام الرسمي العربي.فهل ستكون قمة سرت القادمة هي قمة الشعوب العربية والقرارات واختيار بديل المقاومة لاسترداد الأرض والعرض والقدس أم ستكون مثل القمم العربية السابقة تنتهي قبل أن تبدأ وأخيرا أقولها من أعلي مئذنة عربية تتداخل الرؤية ،تتداخل الصور وأري الواقع العربي ينحدر ولست أعتذر وعجبي.