هل فوز زهران ممداني برئاسة مدينة نيويورك سيجعله أوباما الجديد؟

قدّم الدكتور محمد وازن، خبير الشئون الإسرائيلية والدراسات الاستراتيجية، تحليلاً مهماً لفوز زهران ممداني برئاسة مدينة نيويورك، مُجيباً على التساؤل الخاص بأنه هل سيكون أوباما الجديد، موضحاً أنه كسر شوكة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأربك إسرائيل.
وقال «وازن» في تحليل له، إن نيويورك حالياً «تتنفس سياسة من نوع جديد وتغيّر جلدها»، مفسراً السبب في ذلك بأن المواطنين هناك يقولون: «عايزين حد يشبهنا»، لافتاً إلى أن زهران ممداني هو مسلم، مهاجر، اشتراكي، أصله من أوغندا وأهله من الهند وقف أمام آلة ضخمة من السياسة والمال والإعلام وفاز في النهاية.
وأضاف الدكتور محمد وازن، أن زهران ممداني لم يخشى من تعريف نفسه وقناعاته: «ما لبسش البدلة اللي تريح الممولين، ولا استخبى ورا الكلام المصنفر اللي بيقول كل حاجة وما بيقولش حاجة»، موضحاً أنه قال لأهالي المدينة: «أنا واحد منكم... تعبتوا من الغلاء ومن الإيجارات ومن المواصلات ومن تجاهل السياسين طب يلا نحاول نغيّر دا مع بعض».
وأوضح الدكتور محمد وازن، أنه منذ اللحظة الأولى نقل «ممداني» اللعبة من السياسة الشعبوية للسياسة الواقعية: «مش وعود كبيرة، ولا شعارات فاضية»، مؤكداً أن تحدث عن الأجرة والغذاء والتعليم والإيجارات.
وحول موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال الدكتور محمد وازن، إن «ترامب»، قال: «إنه عمدة شيوعي صغير»، موضحاً أن أهالي المدينة أدركوا أن الشيوعية ليست هي المشكلة بل الفساد والاحتكار هما المشكلة، وقبل إعلان فوز ممداني، خرج ترامب بحديث واضح وصريح: «لو زهران ممداني كسب، مش هحوّل لنيويورك دولار واحد فوق الحد الأدنى»، ووصفه بأنه «شيوعي مجنون بنسبة 100%».
كما أنه كان يحاول يسبق الهزيمة بخطاب تحذير وابتزاز في الوقت نفسه، كأنه يقول للمدينة: «اختاروه وهتدفعوا الثمن»، لكن الناس اختارت رغم التهديد، وهو ما أوجع «ترامب» أكتر من النتيجة نفسها، فسلطته على الخوف فقدت تأثيرها.
أما عن إسرائيل، قال خبير الشئون الإسرائيلية، إنها كانت دائماً مطمئنة على نفوذها في نيويورك، لكنها بدأت تشعر بأن المزاج يتغيّر، فلأول مرة، صوت مهاجر مسلم يدوّي في قاعة المدينة: «واللي كانوا بيخافوا يقولوا كلمة عن غـــ..ـ.ــز.ة، بقوا بيصفقوا له».
وذكر «وازن»، أن المسألة ليست مجرد انتخابات بل هي بداية زمن سياسي جديد في أمريكا، زمن ما بعد الشعبوية، وما قبل العودة للواقع، موضحاً أن ممداني مجرد دليل بأن الديمقراطية، حتى وهي متعبة ومهشمة، لكنها تستطيع أن تفاجئ العالم: «لما الناس تفتكر إنها صاحبة الصوت».
وذكر الدكتور محمد وازن، أنه في العالم العربي، وخصوصًا في مصر، فوز زهران ممداني لم يُقابل بحماس أو رفض، بل بنظرة واقعية: «الوجوه تتغيّر، لكن السياسات ما بتتبدلش»، موضحاً أن أهالي المدينة جرّبت قبله أوباما وبايدن، وسمعت وعودًا عن العدالة وحقوق الإنسان: «لكنها شافت على الأرض نفس الانحيازات القديمة دعم إسرائيل وضغط على المنطقة تحت شعارات مختلفة».
وذكر أن ممداني شكله جديد وصوته مختلف، لكن النظام الكائن بداخله يُعيد إنتاج نفسه كل مرة، ففوزه معناه أكثر في أمريكا، كمؤشر على تغيّر المزاج الاجتماعي والسياسي: «مش في الشرق الأوسط اللي تعلّم يفرّق بين الرمزية والتأثير الحقيقي».

