النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

من هو الفائز بمنصب عمدة مدينة نيويورك الـ111 زهران كوامي ممداني؟

زهران كوامي
كريم عزيز -

قدّم محمد شهود الصحفي المتخصص في الشأن الأمريكي، تحليلاً دقيقة للفائز بمنصب عمدة مدينة نيويورك الـ111 زهران كوامي ممداني، موضحاً أنه تحول من سياسي هامشي إلى صوت صاخب للناخبين الساخطين على ارتفاع تكاليف المعيشة وفساد الطبقة السياسية القديمة، محققًا أحد أكثر الانتصارات المفاجئة في تاريخ المدينة، بحسب تقرير أجنبي ترجمه الدكتور محمد وازن، خبير الدراسات الاستراتيجية.

وذكر أنه امتد فوزه من أحياء بروكلين الراقية إلى مناطق كوينز ذات الغالبية العاملة والمهاجرة، ليصبح أول اشتراكي ديمقراطي يدخل قاعة المدينة، مؤكداً أن ممداني هزم الحاكم السابق أندرو كومو في إعادةٍ لمنافسة يونيو، بعدما رفضه الناخبون للمرة الثانية خلال خمسة أشهر. وجاء الجمهوري كيرتس سيلوا في المركز الثالث بفارقٍ كبير.

وشهدت الانتخابات مشاركة أكثر من مليوني ناخب — أعلى نسبة مشاركة في انتخابات بلدية منذ عام 1969، ودخل ممداني السباق قبل عام كمرشح احتجاجي بلا سجل سياسي يُذكر أو شهرة على مستوى المدينة، لكنه استطاع عبر تركيزه على قضايا المعيشة، ومهارته في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ونبرته التفاؤلية، أن يجذب أعدادًا قياسية من الناخبين الشباب والمهاجرين.

وذكر التقرير الأجنبي، أن ممداني سيصبح أصغر عمدة في تاريخ نيويورك الحديث، وأول مسلم، وأول عمدة من أصول جنوب آسيوية، وأول مهاجر مُتجنس منذ السبعينيات. وُلد في أوغندا لأبوين من أصل هندي، وقاد حملته كمعارض لطبقة النخب السياسية والاقتصادية في المدينة، ودعا إلى زيادة الضرائب على الأثرياء، وتوفير النقل العام ورعاية الأطفال مجانًا، وتجميد الإيجارات، وإصلاح جهاز الشرطة الذي ينتقده بشدة.

ونوه إلى أن ممداني سيواجه تحدياتٍ كبيرة عند توليه المنصب في الأول من يناير، إذ تعتمد خططه على موافقة حاكمة الولاية كاثي هوكول والمشرعين في ألباني، فيما يشكك فيه كثير من قادة الأعمال واليهود في المدينة، ويزيد من تعقيد المشهد الرئيس دونالد ترمب، الذي وصفه منذ الآن بـ«عمدة شيوعي صغير» وهدد بقطع التمويل الفيدرالي عن المدينة أو نشر الحرس الوطني إذا اتبع سياسات لا تعجبه. وكان قد دعم رسميًا أندرو كومو عشية الانتخابات.

بدأت هذه المرحلة غير المسبوقة في تاريخ نيويورك بعد سقوط العمدة السابق إريك آدامز إثر اتهامه بالفساد الفدرالي العام الماضي. ولم تساعد تأييداته المتأخرة لكومو على تغيير النتيجة، وفق التقرير، وشهدت الأسابيع الأخيرة من الحملة اتهامات متبادلة بمعاداة السامية والإسلاموفوبيا. اتهم ممداني خصمه ببيع المدينة لمصالح كبار المتبرعين، بينما صوّر كومو ممداني كمتطرف يساري يهدد أمن ومال سكان نيويورك، ولجأ إلى خطابٍ يخاطب مخاوف الناخبين من أصول ممداني ودينه.

وبذلك، تنتهي واحدة من أكثر الحملات الانتخابية إثارة في تاريخ المدينة، لتبدأ معها مرحلة جديدة في نيويورك بزعامة أول عمدة مسلم وتقدمي في تاريخها، وفق

التقرير.