النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

تصدع في بيت الحكم الإسرائيلي.. انقسامات تعصف بفريق نتنياهو بعد الحرب

الدكتور فراس ياغي ..المتخصص في الشأن الإسرائيلي
أحمد مرعي -

يشهد المشهد السياسي في إسرائيل واحدة من أكثر فتراته اضطرابًا منذ عقود، بعد الحرب الأخيرة على غزة، حيث تتعمق الخلافات داخل دوائر صنع القرار، وتظهر ملامح تصدع واضح في فريق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يواجه انتقادات متصاعدة من داخل الحكومة والجيش والمؤسسة الأمنية.

ويؤكد الدكتور فراس ياغي، المتخصص في الشأن الإسرائيلي، أن إسرائيل تعيش اليوم اشتباكًا داخليًا حقيقيًا حول مستقبل الحرب ومخرجاتها، موضحًا أن الانقسام لا يقتصر على المعارضة والائتلاف، بل يمتد داخل المعسكر الحاكم نفسه، بين من يدعو لاستمرار العمليات العسكرية لاستعادة الردع، ومن يرى أن استمرار الحرب سيقود إلى عزلة سياسية وانهيار اقتصادي.

ويشير ياغي إلى أن المؤسسة الأمنية والعسكرية باتت أكثر انتقادًا لنتنياهو، خاصة بعد فشل الحكومة في تحقيق أهداف الحرب المعلنة، وازدياد الضغوط الدولية لوقف العمليات.

وأضاف أن قيادات الجيش ترى أن رئيس الوزراء يستخدم الملف العسكري لأغراض سياسية وشخصية، لضمان بقائه في الحكم وتفادي التحقيقات التي تلاحقه.في المقابل، يواجه نتنياهو ضغوطًا من اليمين المتطرف داخل ائتلافه، الذي يرفض أي تسوية أو حديث عن ترتيبات اليوم التالي في غزة، ما يضع الحكومة أمام مأزق مزدوج بين الخارج والداخل.

ويرى الدكتور فراس ياغي أن المشهد الحالي ينذر بـ أزمة حكم مفتوحة، قد تؤدي إلى تفكك الائتلاف أو الدعوة إلى انتخابات مبكرة.مشيرًا إلى أن الشارع الإسرائيلي نفسه يعيش حالة من الغضب وفقدان الثقة في القيادة.

ويختتم ياغي تحليله بالتأكيد على أن ما يجري داخل إسرائيل ليس مجرد خلاف سياسي، بل صراع هوية ومسار، فإما أن تتجه إسرائيل نحو مراجعة شاملة لسياستها تجاه الفلسطينيين والمنطقة، أو أن تستمر في دوامة التصعيد والانقسام الداخلي الذي قد يغيّر وجه المشهد السياسي بالكامل.