النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

نتنياهو تاجر الجثث.. توظيف الدم والصراع لتثبيت الحكم والهروب من المحاسبة

بنيامين نتنياهو
أحمد مرعي -

في ظل استمرار الحرب على غزة، تتكشف يوماً بعد يوم طبيعة العقلية التي تدير الاحتلال، وعجزها عن صياغة رؤية سياسية أو عسكرية متماسكة. ومع اتساع الغضب داخل إسرائيل وتزايد الضغوط الدولية، يبرز اسم بنيامين نتنياهو بوصفه أكثر الشخصيات جدلاً، ليس فقط بسبب سياساته العدوانية، بل لطريقة تعامله مع الدماء الفلسطينية والإسرائيلية على حدّ سواء.

ومع تصاعد ملف الأسرى والجثامين، وصفت الدكتورة سهير تمراز، المتخصصة في الشأن الفلسطيني، نتنياهو بأنه "تاجر الجثث"، مؤكدة أن نهجه كشف عن عقيدة قائمة على المتاجرة بالموت لتحقيق مكاسب سياسية وشخصية لا علاقة لها بالأمن.

وأضافت تمراز أن ملف الأسرى وجثامين الشهداء تحول تحت قيادة نتنياهو إلى ورقة مساومة قذرة، يطيل من خلالها أمد الحرب ويعرقل أي اتفاق تبادل حقيقي، فقط لضمان بقائه في السلطة والهروب من محاكمات الفساد، على حساب دماء الفلسطينيين وحتى الجنود الإسرائيليين. وأشارت إلى أن استمرار العدوان رغم القناعة الإسرائيلية باستحالة تحقيق نصر كامل يعكس استخدام نتنياهو للجثث كوسيلة ضغط داخلية وخارجية، في مشهد يكشف الانهيار الأخلاقي داخل منظومة الحكم.

وترى تمراز أن نتنياهو لم يكتفِ بتدمير غزة وتهجير أهلها، بل تعامل مع جنوده ومستوطنيه كأدوات سياسية؛ إن قُتلوا استفاد، وإن عاشوا استغلهم دعائياً، ما يجعل وصف "تاجر الجثث" معبراً بدقة عن نهجه. وأكدت أن الحرب الحالية ليست عسكرية فحسب، بل أخلاقية تكشف الوجه الحقيقي لقيادة ترى في الموت وسيلة حكم، وتحول مأساة شعب كامل إلى ورقة تفاوض.

واختتمت تمراز بأن الشعب الفلسطيني أثبت صموداً أسطورياً رغم شراسة العدوان، وأن التاريخ سيسجل أن نتنياهو بنى مستقبله السياسي على ركام الأبرياء وصرخات الأمهات، ليبقى نموذجاً لانهيار الأخلاق في منظومة الاحتلال وفضح تاجر الجثث أمام العالم.