النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

طهران تنقل معركتها إلى العراق وتضاعف تسليح الفصائل استعدادًا لمواجهة إسرائيل

إيران وإسرائيل
هالة عبد الهادي -

كشفت هيئة البث الإسرائيلية،اليوم الثلاثاء، أن إيران ضاعفت دعمها العسكري للفصائل الشيعية المسلحة في العراق خلال الأسابيع الأخيرة، في خطوة اعتُبرت مؤشرًا على استعداد طهران لجولة جديدة من التصعيد مع إسرائيل، بعد الضربات التي تلقّاها “المحور الإيراني” في كلٍّ من سوريا ولبنان وغزة خلال العامين الماضيين.

ووفقًا للتقرير، تعمل طهران على إعادة تموضع استراتيجي بنقل مركز ثقل نفوذها العسكري من الجبهات التقليدية إلى الأراضي العراقية، في محاولة لتقوية الذراع الإقليمي الذي يمكن أن يشكّل جبهة بديلة في أي مواجهة قادمة مع تل أبيب.

ونقلت الهيئة عن مصادر عراقية مطلعة أن الدعم الإيراني شهد اتساعًا غير مسبوق، خاصة في مجالات تزويد الفصائل بأسلحة متطورة وتدريب عناصرها على تكتيكات ميدانية حديثة بإشراف مباشر من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

وتشير المصادر إلى أن طهران تهيئ وكلاءها في العراق لاحتمال شن عمليات ضد إسرائيل في حال اندلاع صراع جديد في المنطقة، مضيفة أن هذه الفصائل أصبحت قوة عسكرية موازية للدولة في بعض المناطق، حيث تتجاوز قدراتها في بعض الأحيان إمكانات الجيش العراقي الرسمي، في ظل تراجع نفوذ الحكومة المركزية في بغداد.

وأضاف التقرير أن الفصائل العراقية كانت قد امتنعت عن المشاركة المباشرة في المواجهة الأخيرة بين إسرائيل وإيران، نتيجة ضغوط أميركية وإسرائيلية مكثفة على الحكومة العراقية، إلا أن المؤشرات الراهنة تعكس تحولًا واضحًا في الموقف الإيراني، نحو إعادة بناء خطوط الاتصال العسكرية والاستعداد لجولة جديدة من المواجهة الإقليمية.

ويأتي هذا التطور بينما يستعد العراق لإجراء انتخابات برلمانية جديدة خلال الشهر الجاري، وسط توترات سياسية متصاعدة بين الكتل الموالية لإيران وتلك المدعومة من الغرب.

وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الإثنين، إن حكومته ملتزمة بوضع جميع الأسلحة تحت سيطرة الدولة، لكنه أقرّ بأن ذلك لن ينجح طالما بقي التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في البلاد.
وأشار السوداني إلى أن دمج الفصائل المسلحة داخل قوات الأمن الرسمية أو ضمن العملية السياسية قد يكون المسار الواقعي لإنهاء ملف السلاح خارج سلطة الدولة.

ويرى مراقبون أن تكثيف الحضور الإيراني في العراق يعكس استراتيجية جديدة لملء الفراغ في الساحة الإقليمية بعد الضربات الإسرائيلية في سوريا ولبنان، مشيرين إلى أن العراق بات ساحة اختبار رئيسية لصراع النفوذ بين واشنطن وطهران وتل أبيب، حيث تسعى كل جهة لترسيخ وجودها في الشرق الأوسط ما بعد غزة.