النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

معدلات الأمية في فلسطين الأقل في العالم

-
كتبت : هالة شيحةكشف تقرير حديث لمركز الإحصاء الفلسطيني أن معدلات الأمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة هي من أقل معدلات الأمية في العالم حيث بلغ عدد الأميين 123 ألف أمي بالغ من أصل قرابة 4 مليون فلسطيني بواقع 2,6% ذكور و 8,3% إناث عام 2009 ، علي حين تبلغ نسبة الأمية في الدول العربية 27,6% بواقع 18,8% ذكور و 36,9% إناث و نسبة الأمية علي مستوي العالم 16,6% بواقع 11,8% ذكور و 21,1 إناث (وذلك طبقا لإحصائيات معهد اليونسكو للإحصاء في الفترة بين 2005و 2008).وقال التقرير الذي تلقت الجامعة العربية نسخة منه : أن هذه النسبة الضئيلة من الأمية بين أبناء الشعب الفلسطيني رغم الظروف القاسية التي يعيشون فيها تأتي متمثلة في تشتيتهم في مخيمات عديدة من الدول العربية جراء الاحتلال الإسرائيلي لأرضهم وحصار من يعيشون في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.وتثبت هذه المعدلات الفلسطينية فشل كل محاولات إسرائيل لتجهيل أبناء الشعب الفلسطيني من خلال استهداف القطاع التعليمي في الأراضي الفلسطينية المحتلة و محاولتها الزج بالفلسطينيين في ظلمات الجهل حيث أكدت ما أظهره الشعب الفلسطيني من مثابرة دءوبة في مواجهة تلك السياسة الإسرائيلية الغاشمة وسعيه سعيا حثيثا للحصول علي العلم وتقويض كل المحاولات الإسرائيلية الرامية إلي نشر الجهل وتدمير واحتلال عقل الإنسان الفلسطيني.ويرصد التقرير الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق قطاع التعليم في الأراضي الفلسطينية المحتلة موضحا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل العدوان علي قطاع التعليم في الأراضي الفلسطينية المحتلة باستهداف ممنهج للمؤسسات التعليمية فيها تدمير وقصف واقتحام العديد من المدارس واحتلالها ، و تعرض آلاف الطلبة جامعات و مدارس و المدرسين و للاعتقال والعدوان من قبل الجيش الإسرائيلي ، و ذلك في انتهاك صريح لجميع الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة بحق الفرد في التعليم وممارسته كامل الحقوق الإنسانية التي نصت عليها مبادئ القانون الدولي الإنساني وجميع المواثيق الدولية وقبولها كعضو دائم وكامل في جميع المواثيق العالمية، في محاولة لفرض سيطرتها على الأرض والإنسان والعقل الفلسطيني.وفي القدس الشرقية كشفت بيانات مؤسسة المقدسي لتنمية المجتمع في 25 أغسطس2010 أن الخطر يتهدد ما يزيد عن 7000 طالب في مدينة القدس المحتلة لعدم وجود وحدات تعليمية حيث أضحت الحاجة ملحة جدا لتوفير 1800 وحدة تعليمية بحسب إحصائيات المؤسسة للسنة الدراسية 2009/2010 مما أدي إلي استخدام مباني غير ملائمة وتزايد العمل بنظام الوردية الثانية .وأشار التقرير إلي تعمد موظفي بلدية الاحتلال في القدس تسجيل الطلاب في مدارس تبعد عن سكنهم عشرات الكيلومترات مما يؤدي إلي رفض الأهالي لهذا التسجيل خوفا علي سلامة أبنائهم لأن الموصلات التي توفرها البلدية لا تلبي ابسط سبل الأمان وخاصة لطلبة المرحلة الابتدائية .و أفاد التقرير بأن هذه الظروف هي التي تسببت في حرمان ما يزيد عن 8000 طالب وطالبة من حقهم في التعليم خلال السنة الدراسية 2009 ، كما ضاعفت نسبة التسرب الطلابي من المدارس في المرحلة فوق الابتدائية إلي نحو 50% من الطلاب ، فضلا عن وجود 12000 طالب وطالبة في سن التعليم الإلزامي غير مسجلين في أي من الأطر التعليمية سواء التابعة لبلدية الاحتلال أو المدارس الخاصة ..... أو غيرها .وأشارت جمعية حقوق المواطن في إسرائيل و جمعية عير عميم في تقرير مشترك لهما حول أوضاع التعليم في القدس الشرقية بعنوان شهادة فقر إلي حاجة الطلاب الفلسطينيين في القدس إلي ألف قاعة تدريس جديدة و أنه تم بناء 39 قاعة فقط هذا العام .وأضاف التقرير أن أكثر من 40 ألف طالب مسجلين في مدارس خاصة حيث الرسوم مرتفعة ، في حين أن 5300 طالب غير مسجلين في أي مدرسة (4329 طالب وفقا لإحصائيات بلدية القدس)، مشيرا إلي أن 647 قاعة تدريس من أصل 1398 قاعة هي دون المعايير المحددة من قبل السلطات ، و أن هناك 39523 طالب فقط من أصل 83250 طالب يدرسون في مدارس عامة وباقي الطلاب يتعلمون في مدارس غير حكومية تعود ملكيتها و تقوم علي إدارتها جهات مختلفة (جهات خاصة ، كنائس ، منظمات إسلامية ، الأونروا ، أطراف مرتبطة بالسلطة الفلسطينية ، جهات تجارية تهدف إلي الربح ) .وأفاد التقرير بنجاح الطلاب الفلسطينيين في القدس الشرقية في الحصول علي مقاعد دراسية بعد أن لجئوا إلي محكمة العدل العليا التي ألزمت المديرية بتوفير مقاعد دراسية دون بلورة سياسة شاملة تعطي الفرصة أمام جميع الفلسطينيين لأنها تعاملت مع المشكلة بصورة جزئية و أوجدت حلول فردية .وأشار إلي أنه رغم التزام الدولة بتوفير التعليم المجاني إلا أن آلاف الطلاب في القدس الشرقية سيبقون خارج إطار جهاز التربية و التعليم في السنة الدراسية المقبلة أيضا ، و يضطر عشرات آلاف الطلاب إلي دفع آلاف الشواقل سنويا في التعليم الخاص مثل كلية سخنين .وأكد التقرير أن الطلاب الذين نجحوا في العثور علي مقعد في احدي المدارس يمضون السنة الدراسية في أطر غير لائقة لأن غالبية المدارس تعامي من أزمات وصعاب عسيرة (مبان غير آمنة ، غرف تدريس مكتظة ، مستويات تعليمية متدنية ، نسب تسرب تصل إلي 50% من الأولاد ، تحصيل تعليمي متدن) .وفيما يخص الضفة الغربية : اكد التقرير ان جدار الفصل العنصري والحواجز الإسرائيلية تشكل عقبة أساسية أمام آلاف من طلبة المدارس والجامعات في الوصول إلى مدارسهم وجامعاتهم في الضفة الغربية المحتلة ، هذا بالإضافة إلى ما يتعرض له الطلبة من مضايقات وضرب واعتقال ومعاملات مشينة من قبل جنود الاحتلال المتمركزين على الحواجز العسكرية المقامة على الطرق الرئيسية والفرعية في المناطق الفلسطينية، فضلا عن عمليات القتل والتصفية التي تعرض لها الطلبة الفلسطينيين والتي تعد بالمئات، بالإضافة إلى فرض منع التجول وإغلاق الضفة الغربية والقدس في العديد من أيام السنة وتعطيل المدارس قسراً لأسباب غير مقنعة.وفي قطاع غزة فرضت إسرائيل قيود مشددة علي حرية الحركة و التنقل للسفر بين قطاع غزة والضفة الغربية، كما تفرض إسرائيل حظرا شاملا علي خروج طلاب قطاع غزة لمواصلة تعليمهم العالي في جامعات الضفة الغربية. وهذا الحظر لا يستند إلي أي ادعاءات أو اعتبارات أمنية يبررها إن صح وجودها بل هو منع شامل لفئة كاملة من المجتمع الفلسطيني هي (الطلاب) .تجدر الإشارة إلي أن طلاب قطاع غزة الذين قبلوا للدراسة في جامعات الضفة الغربية لا يستطيعون مغادرة القطاع من خلال معبر بيت حانون للالتحاق بمقاعد الدراسة دون التقدم بطلب للحصول علي تصريح من الجهات الأمنية الإسرائيلية التي تواجه غالبا بالرفض و حرمان طلاب قطاع غزة من الوصول إلي التعليم العالي و الاندماج الأكاديمي ، ومن ناحية أخري حرمان قطاع غزة من كفاءات وتخصصات أكاديمية غير متوفرة في جامعاته .كما انه بعد انتفاضة الأقصى 2000 رفض الجيش الإسرائيلي كل طلبات طلاب قطاع غزة السفر بهدف الدراسة دون أي ادعاءات أمنية ، و منع طلاب قطاع غزة من دخول الضفة الغربية تحت دعوي بأن الطلاب في المرحلة العمرية الممتدة بين (16 ، 35 ) سنة يشكلون خطرا أمنيا .ومن ناحية أخري تعرضت عشرات المنشئات التعليمية للتدمير خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة نهاية 2008 أوائل 2009 بفعل آلة الحرب الإسرائيلية حيث دمرت طائرات الاحتلال ( 67 ) مدرسة، تم استهداف بعضها بصورة مباشر، هذا بالإضافة إلى تدمير أجزاء كبيرة من الجامعة الإسلامية.وطالب التقرير المجتمع الدولي، وخاصة المؤسسات المعنية بالتعليم بالتدخل الفوري لإجبار إسرائيل علي وقف انتهاكاتها المستمرة ضد المؤسسات التعليمية الفلسطينية وضد الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، والعمل علي مساعدة الفلسطينيين لبناء دولة خاصة بهم لما أبدوه من قدرة فائقة علي بناء قدراتهم الذاتية و عرقلة السياسات الإسرائيلية الرامية إلي تجهيلهم ، وأنهم رغم الاحتلال وما يقوم به من قهر و انتهاكات إلا أنهم شعب حيوي مقبل علي الحياة محب للعلم و التعلم رافض لتجهيله ، و أنه شعب له تاريخ و حضارة وتراث .