النهار
جريدة النهار المصرية

ثقافة

«شعرة معاوية».. أكرم القصاص يراجع السادات بعيون ناصرية متحررة من الانحياز

شعر معاوية - أكرم القصاص
محمد هلوان -

نظّمت دار بتانة للنشر حفل توقيع ومناقشة كتاب «شعرة معاوية.. السادات وخصومه» للكاتب أكرم القصاص، بحضور نخبة من المفكرين والكتاب والإعلاميين، بينهم الدكتور محمد الباز رئيس مجلس إدارة جريدة الدستور، والكاتب أسامة سرايا، والكاتب خالد محمود، وعدد من الشخصيات البارزة مثل كرم جبر، أحمد المسلماني، مصطفى عمار رئيس تحرير الوطن، وعلا الشافعي رئيس مجلس إدارة اليوم السابع.

شعر معاوية

في مستهل الندوة، أشاد الدكتور محمد الباز بمنهجية الكتاب، التي وصفها بأنها «قراءة نقدية منصفة» للرئيس أنور السادات بعيداً عن الانحيازات السياسية. وأضاف: «القصاص تخلص من أغلال الناصرية وهو يكتب عن السادات، فقدم قراءة متحررة من الموروث الأيديولوجي، قائمة على المراجعة والإنصاف».

من جانبه، تحدّث أكرم القصاص عن خلفيات تأليف الكتاب، مشيراً إلى أن الفكرة انطلقت من مراجعة شخصية لتجربة السادات بعد سنوات من الاختلاف معه، قائلاً: «كنت أرى السادات خصماً سياسياً، لكنني اكتشفت مع الوقت أن الانقسام الحاد الذي عشناه كان بحاجة إلى مراجعة. أردت أن أكتب كتاباً ينهي حالة الاستقطاب من نوع أهلي وزمالك، ويؤكد أن الديمقراطية الحقيقية تبدأ من قبول الاختلاف».

أكرم القصاص

وأضاف أن عنوان الكتاب «شعرة معاوية» يرمز إلى تلك الخيوط الرفيعة التي انقطعت بين السادات والمعارضة، حين غابت لغة الحوار وحلّ محلها الصراع السياسي.

أما الكاتب أسامة سرايا، فقال إن الكتاب أعاده إلى أجواء السبعينات التي عاشها عن قرب: «قرأت الكتاب وكأنني أعيش تلك اللحظة مجدداً، فالسادات كان مظلوماً في زمنه، والناس لم تكن تريد حاكماً بعد عبدالناصر. ما حدث في 1977 لم يكن ثورة جياع كما رُوّج، بل صراع على السلطة بين النخب السياسية».

وأكد سرايا أن السادات «أنصف عبدالناصر وكان من أكثر من حافظوا على جمهورياته»، فيما وصف الكتاب بأنه «مراجعة فكرية وسياسية ضرورية لفهم مرحلة مفصلية في التاريخ المصري».

أكرم القصاص

من جهته، رأى الكاتب خالد محمود أن القصاص قدّم عملاً جريئاً ومفتوحاً على النقاش، قائلاً: «أنا يساري وفي خصومة فكرية مع السادات، لكن أكرم القصاص كان موضوعياً ومنصفاً، ونجح في أن يجعلنا نراجع أنفسنا. الكتاب دعوة لإعادة النظر في التاريخ بعيداً عن دعاية تلك المرحلة، بما فيها كتابات هيكل التي مثلت خطاباً أيديولوجياً أكثر منه توثيقاً».

وفي ختام الندوة، أجمع المتحدثون على أن الكتاب يمثل محاولة حقيقية لكسر القوالب الفكرية الجامدة، واستعادة الحوار حول السادات خارج منطق التقديس أو الهدم، ليقدّم رؤية نقدية متوازنة تُعيد قراءة العلاقة بين الزعيم وسياساته وخصومه في ضوء جديد.