دارفور في قبضة الموت.. الفاشر تتحول إلى مقبرة جماعية

تشهد مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور واحدة من أبشع المآسي الإنسانية في تاريخ السودان الحديث، بعد أن تحولت خلال أيام إلى ساحة قتل جماعي وتطهير عرقي ارتكبته قوات الدعم السريع بحق آلاف المدنيين.
وفقًا لتقارير نقابة الأطباء، قُتل ما لا يقل عن 2000 شخص خلال يومين فقط، بينما تؤكد الشهادات الميدانية أن الأعداد الحقيقية أعلى بكثير. وقال المتحدث باسم النقابة لقناتي العربية والحدث إن "عمليات الإبادة تجري أثناء محاولات المدنيين النزوح من المدينة، فيما يموت الأطفال جوعًا وعطشًا على الطرقات".
وفي الوقت ذاته، أكدت مفوضة العون الإنساني في دارفور وقوع جرائم اغتصاب وخطف وقتل ممنهجة تستهدف النساء والأطفال والعاملين في المجال الصحي، فيما وثّقت اليونيسف انتهاكات صادمة.
أما اللجنة الدولية للصليب الأحمر فأعلنت نزوح أكثر من 250 ألف شخص إلى مدينة طويلة خلال أسابيع، وسط غياب تام للمساعدات، وانهيار شبه كامل للمرافق الطبية. وأشارت إلى أن كثيرين يفرّون سيرًا على الأقدام وسط الجوع والخوف.
وفي مشهد يؤكد حجم الكارثة، أظهر تقرير جامعة ييل الأميركية صور أقمار صناعية تُبرز جثثًا ملقاة في الشوارع وبرك دماء داخل الأحياء السكنية، مؤكداً وقوع عمليات قتل جماعي بعد سيطرة الدعم السريع على المدينة.
كما أعلنت منظمة الصحة العالمية مقتل أكثر من 460 شخصًا داخل المستشفى السعودي للتوليد نتيجة القصف والاشتباكات، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف فوري لإطلاق النار، محذرًا من انزلاق دارفور نحو كارثة إبادة جماعية جديدة.
وبعد سيطرة الدعم السريع على مدينة الفاشر بالكامل، باتت تفرض قبضتها على إقليم دارفور بأكمله، مع انقطاع الاتصالات وتوقف وصول الإغاثة الإنسانية، لتتحول الفاشر إلى مدينة منكوبة تُباد في صمت مطبق.

