بعد صدمة الكلاسيكو.. 5 مؤشرات تعيد برشلونة إلى الطريق الصحيح

رسمت هزيمة برشلونة في الكلاسيكو أمام ريال مدريد ملامح أزمة فنية ونفسية عميقة داخل الفريق، إذ لم يخسر النادي الكتالوني ثلاث نقاط فقط، بل فقد توازنه المعنوي وسط تساؤلات عن قدرته على العودة والمنافسة بقوة خلال ما تبقى من الموسم، ومع ذلك، بدأت مؤشرات إيجابية تلوح في الأفق تحمل بوادر انتعاش حقيقي يمكن أن يعيد الفريق إلى مساره الطبيعي.
يستعد المدرب هانزي فليك للعودة إلى مقاعد البدلاء بعد انتهاء فترة الإيقاف، ليمنح الفريق دفعة فنية ومعنوية كبيرة، فقد افتقد برشلونة في الكلاسيكو حضور قائده التكتيكي على الخطوط، وهو العامل الذي أثّر بوضوح في غياب التنظيم داخل الملعب، ومع عودته، سيتمكن فليك من إعادة ضبط الإيقاع وتوجيه لاعبيه لحظة بلحظة، مما يمنح برشلونة ميزة كبيرة في المباريات المقبلة.
في المقابل، تحرك النادي لحماية لامين يامال من الضغوط المتزايدة عقب الهزيمة، إذ قرر المسؤولون إلغاء ظهوره الإعلامي المقرر، لتخفيف العبء النفسي عن اللاعب الشاب، هذه الخطوة تُظهر وعي الإدارة بضرورة عزل المواهب الصاعدة عن الانتقادات المبكرة، ومنحها البيئة الهادئة التي تتيح لها التطور بثبات بعيدًا عن الأضواء المرهقة.
كما تلقى الجهاز الفني أنباء مفرحة بعودة الثنائي الهجومي روبرت ليفاندوفسكي ورافينيا من الإصابة، ليكتمل العمود الفقري للخط الأمامي مجددًا، فغياب هذا الثنائي ترك فراغًا واضحًا في الفاعلية الهجومية، ومع عودتهما، يستعيد برشلونة قدرته على تهديد الخصوم بالحلول الفردية والتنوع في إنهاء الهجمات، ما يمنح الفريق مرونة تكتيكية أكبر ويخفف الضغط على العناصر الشابة.
في الجانب الدفاعي، يستعد الحارس جوان غارسيا للعودة إلى التشكيلة بعد تعافيه من الإصابة، ليمنح فليك خيارًا إضافيًا في الخط الخلفي، حيث عانى الفريق من اهتزاز في الأداء الدفاعي خلال الأسابيع الماضية، وعودة غارسيا تضيف عنصر استقرار جديدًا يمنح المدرب هامشًا أوسع لإعادة التوازن بين الخطوط.
إداريًا، بدأت إدارة برشلونة في استثمار إصابة غافي الطويلة المدى لإيجاد حل قانوني يتيح للنادي دخول سوق الانتقالات الشتوية، إذ تدرس الإدارة إمكانية رفع اسمه مؤقتًا من قائمة الفريق، مما يسمح بتسجيل لاعب جديد لتعويض الغيابات، وهي خطوة يُنظر إليها داخل النادي على أنها حيوية لتقوية التشكيلة قبل النصف الثاني من الموسم.
رغم مرارة الخسارة أمام الغريم التقليدي، فإن الواقع يمنح برشلونة فرصًا حقيقية للنهوض من كبوته، فعودة فليك إلى القيادة الميدانية، واستعادة العناصر المصابة، وحماية المواهب الواعدة، إضافة إلى التحرك الذكي في الميركاتو، كلها عوامل تجعل من الكلاسيكو محطة مؤقتة لا نهاية طريق، في رحلة الفريق نحو استعادة الثقة والعودة إلى المنافسة بقوة.

