في ذكراه الأولى.. حسن يوسف عاش للفن بإخلاص وترك أثره في القلوب

تمر اليوم الذكرى السنوية الأولى لرحيل الفنان الكبير حسن يوسف، الذي ظلّ اسمه حاضرًا في ذاكرة الفن المصري كأحد أبنائه المخلصين، لم يكن مجرد ممثل عرف طريق الشهرة سريعًا، بل كان نموذجًا للفنان الذي أحبّ فنه بصدق، وعاش له بكل ما فيه من تفاصيل وتحديات.
بدأ حسن يوسف مشواره بلقب “الولد الشقي”، بعد أن خطف قلوب الجمهور بملامحه البريئة وأدواره الخفيفة في أفلام الستينيات، مثل مذكرات تلميذة والخطايا وشباب مجنون جدًا.
لكن ما ميّزه حقًا هو قدرته على التطور، فالشقي المحبوب تحوّل مع الوقت إلى فنان ناضج، يجيد أداء الأدوار الإنسانية والعميقة، ليصبح أحد وجوه الدراما الهادئة التي تعيش في وجدان الناس.
من أبرز أعماله السينمائية فيلم "في بيتنا رجل" (1960)، الذي شارك فيه إلى جانب عمر الشريف وجسد فيه شخصية محيي زاهر الشاب الوطني الحالم بالحرية.
وفي فيلم "زقاق المدق" (1963)، تألق في واحد من أدواره الاجتماعية البارزة أمام سعاد حسني.
كما لمع في "شباب مجنون جدًا"، الذي جمع بين الكوميديا والرومانسية في قالب شبابي بسيط.
أما في الدراما التليفزيونية، فكان مسلسل "ليالي الحلمية" من أهم محطاته، حيث قدم شخصية قريبة من وجدان الجمهور.
ويُعد تجسيده شخصية الشيخ الشعراوي في مسلسل إمام الدعاة عام 2002 من أروع أدواره وأكثرها تأثيرًا، بعدما نقل روح العالم الجليل بصدق وتواضع.
في مسلسلاته الأخرى، مثل زهرة وأزواجها الخمسة وكلمة سر، واصل تقديم أداء راقٍ بعيد عن المبالغة، ليؤكد أن الفن عنده رسالة قبل أن يكون شهرة.
أما حياته الخاصة، فكانت مرآةً لالتزامه، إذ عاش قصة حب نادرة مع زوجته الفنانة شمس البارودي، التي جمعته بها رحلة عمر مليئة بالمحبة والاحترام والاختيارات الصادقة.
وبعد عام على رحيله، يبقى حسن يوسف علامة فارقة في تاريخ الفن المصري، فنانًا جمع بين البساطة والوقار، والضحكة الصافية والإيمان العميق.
رحل الجسد، لكن بقي أثره شاهدًا على زمن جميل، وفن لا يزول.

