جون لوكا: الذهب يتجه نحو مستويات قياسية ويظل ملاذاً آمناً في عالم مضطرب

أكد الخبير الاقتصادي جون لوكا، أن الذهب سيظل ملاذاً آمناً وسط التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية، وصرح لوكا أن سعر الذهب مرشح لارتفاع ملحوظ، حيث توقع وصوله إلى 3675 دولاراً للأونصة بنهاية 2025، ثم إلى 4000 دولار بحلول منتصف 2026، وربما إلى 5055 دولاراً بنهاية 2026، مستنداً إلى تقارير بنك جي بي مورغان التي أشارت إلى طلب قوي من المستثمرين والبنوك المركزية بشراء 566 طنًا ربع سنوياً في 2026.
وأضاف أن خفض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي يعزز جاذبية الذهب مقارنة بالسندات الحكومية. ووضح لوكا أن تقرير غولدمان ساكس يدعم هذه التوقعات، حيث يتوقع زيادة الأسعار بنسبة 6% بحلول منتصف 2026، مدفوعة بشراء البنوك المركزية في الأسواق الناشئة التي زادت مشترياتها خمسة أضعاف منذ 2022 بسبب مخاوف تجميد الاحتياطيات، كما حدث مع روسيا.
وأكد أن استطلاع مجلس الذهب العالمي أظهر أن 95% من البنوك المركزية تخطط لزيادة حيازاتها من الذهب خلال العام المقبل، لا سيما في الصين التي تمتلك أقل من 10% من احتياطياتها بالذهب مقارنة بـ70% لدى الولايات المتحدة وأوروبا.
وأضاف لوكا أن التوترات الجيوسياسية وسياسات التعريفات الجمركية الأمريكية، التي دفعت الأسعار إلى ذروة 3500 دولار في أبريل الماضي، تجعل الذهب درعاً ضد التضخم الراكد.
وصرح بأن تدفقات الصناديق المتداولة في البورصة ستزداد بـ310 أطنان في 2025، خاصة في الولايات المتحدة والصين، إلى جانب طلب استهلاكي قوي من الهند والشرق الأوسط، حيث قد تصل الأسعار إلى 182 ألف روبية هندية لـ10 جرامات بحلول ديوالي 2026.
وأكد لوكا أن ارتفاع أسعار الذهب سيعزز قيمة الاحتياطيات المصرية البالغة 100 طن، لكنه حذر من تأثيره على تكاليف استيراد المجوهرات.
ووضح أن هذا الارتفاع يمثل فرصة للمستثمرين المصريين للدخول في السوق بحذر، مع مراقبة التصحيحات المؤقتة الناتجة عن بيع المضاربين.
وأضاف متفائلاً أن الذهب يشهد أقوى أداء سنوي منذ 1979 بمكاسب 57% هذا العام، وصرح بأنه سيواصل تألقه كرمز للاستقرار في عالم مضطرب، داعياً إلى التخطيط الاستراتيجي للاستفادة من هذا الارتفاع.

