النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

إسرائيل تسمح لحماس بالتحرك ميدانياً بحثاً عن جثث الأسرى

هالة عبد الهادي -

في تطور جديد على صعيد الملف الإنساني في غزة، أكدت هيئة البث الإسرائيلية،اليوم الإثنين، أن إسرائيل سمحت لحركة حماس بالعمل في عدة نقاط داخل ما يُعرف بالمنطقة الصفراء، وليس فقط في رفح، بهدف البحث عن جثث الأسرى الإسرائيليين المفقودين في القطاع.

وذكرت الهيئة نقلاً عن مصادر سياسية وأمنية أن هذه الخطوة جاءت بعد موافقة مباشرة من المستوى السياسي الإسرائيلي، مشيرة إلى أن عناصر من حماس قاموا بجولة ميدانية في منطقة الشجاعية الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية، كما سمحت تل أبيب للحركة بالتحرك في منطقة أخرى داخل خان يونس في إطار الجهود الرامية للعثور على الجثامين.

وفي السياق ذاته، دخلت 12 آلية ثقيلة مصرية إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، في إطار جهود اللجنة المصرية لإزالة الركام وفتح الطرق المدمرة بعد الحرب. وأكدت مصادر لقناتي "العربية" و"الحدث" أن هذه المعدات ستُستخدم أيضًا في عمليات البحث عن الجثث والمفقودين بالتنسيق مع الأطراف المعنية.

وتواصل فرق الإنقاذ المحلية والدولية عمليات رفع الأنقاض في عدد من المدن المدمرة، وسط تحذيرات من صعوبة الوصول إلى بعض المناطق نتيجة استمرار القصف الإسرائيلي.

تصعيد ميداني جديد شرق غزة وخان يونس

ميدانيًا، كثّف الجيش الإسرائيلي قصفه للمناطق الشرقية من قطاع غزة، حيث أفاد مراسل "العربية" بوقوع انفجارات عنيفة شرق حي الشجاعية بعد نسف عدد من المباني السكنية، فيما استهدفت غارات إسرائيلية منشآت مدنية في شرق خان يونس.

كما أُصيب عدد من الفلسطينيين في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، بعد استهداف طائرة مسيّرة إسرائيلية مجموعة من المدنيين أثناء تفقدهم لمنازلهم، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). وأشارت الوكالة إلى أن بعض الإصابات وُصفت بالخطيرة.

في الوقت نفسه، أطلقت آليات إسرائيلية نيران رشاشاتها الثقيلة تجاه المناطق الشرقية لخان يونس، بينما قصفت الزوارق الحربية الإسرائيلية ساحل مدينة رفح جنوبي القطاع.

واشنطن تضغط وتمنح مهلة.. و"فتح" ترفض لجنة بديلة

سياسيًا، لا تزال المفاوضات حول تشكيل لجنة إدارة مؤقتة لقطاع غزة تواجه خلافات حادة. فقد نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أن الولايات المتحدة لم تحسم بعد موقفها من تثبيت تعيين أمجد الشوا رئيسًا للجنة إدارة غزة، رغم أن إسرائيل لم تضع "فيتو" على اسمه، مؤكدة أن صلاحيات اللجنة ستكون مدنية فقط دون أي دور أمني.

وكان الشوا، رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة، قد قال في مقابلة مع "العربية" و"الحدث" إنه مستعد لتولي رئاسة اللجنة شريطة وجود توافق وطني وعربي ودولي، مشددًا على أن القطاع "جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية" وأن اللجنة يجب أن تعمل بالتنسيق الكامل مع منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية.

في المقابل، نفت حركة فتح بشكل قاطع ما نسب إليها من موافقة على رئاسة اللجنة الإدارية في غزة، مؤكدة أن أي إدارة أو حكومة يجب أن تكون منبثقة عن السلطة الشرعية وحدها. وقال المتحدث باسم الحركة عبد الفتاح دولة إن موقف "فتح" "نابع من الحرص على وحدة الوطن ومنظمة التحرير باعتبارها المرجعية السياسية للشعب الفلسطيني"، محذرًا من أن أي أطر موازية "ستكرّس الانقسام بدلاً من إنهائه".

تل أبيب تتمسك بالسيطرة الأمنية

من جانبها، صرّحت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية، شوش بيدروسيان، أن تل أبيب ستحتفظ بسيطرة أمنية شاملة على قطاع غزة حتى بعد انتهاء العمليات العسكرية، مضيفة أن "غزة ستكون منزوعة السلاح بالطريقة السهلة أو الصعبة"، في تأكيد جديد على رفض إسرائيل لأي وجود مسلح في القطاع مستقبلاً.

ويأتي هذا الموقف في وقت يواصل فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضغط على الأطراف كافة، مانحًا حماس مهلة 48 ساعة لإعادة جثامين الرهائن الإسرائيليين، بينما تستمر القاهرة في لعب دور الوسيط عبر إرسال فرقها وآلياتها للمساعدة في البحث تحت الأنقاض.