النهار
جريدة النهار المصرية

حوادث

عصير الغدر.. بيطري يقتل عشيقته وأطفالها الثلاثة بالسم انتقامًا من الخيانة في فيصل

محمد عويضة -

لم يكن أحد من جيران شارع فيصل يتوقع أن تتحول قصة حب بين رجل وسيدة إلى واحدة من أبشع الجرائم التي هزّت الجيزة، بعدما أقدم مالك محل أدوية بيطرية على قتل عشيقته وأطفالها الثلاثة بالسم، في مشهد لا يصدق عقل أنه من فعل إنسان.

البداية.. بلاغ من الأهالي

الواقعة بدأت عندما تلقى قسم شرطة الأهرام بلاغًا من الأهالي يفيد بالعثور على جثمان طفل في الثالثة عشرة من عمره، وطفلة في الحادية عشرة مصابة بحالة إعياء شديدة، فارقت الحياة بعد دقائق معدودة، بمنطقة فيصل بالجيزة.

انتقلت قوة من مباحث القسم إلى موقع الحادث، وتم إخطار مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة الذي وجّه بسرعة تشكيل فريق بحث موسع لكشف غموض الواقعة.

خيوط الجريمة تتكشف

تحريات المباحث وجمع المعلومات قادت إلى مفاجأة صادمة: وراء الحادث مالك محل للأدوية البيطرية يقيم بنفس المنطقة. وبضبطه ومواجهته، انهار المتهم واعترف اعترافًا تفصيليًا بجريمته، كاشفًا عن قصة حب محرمة انتهت بمأساة.

خيانة وانتقام

المتهم أوضح في اعترافاته أنه كانت تربطه علاقة غير شرعية بوالدة الأطفال الثلاثة، حيث أقامت معه في شقة مستأجرة برفقة أبنائها بعدما وعدها بالزواج، لكنه – بحسب قوله – اكتشف خيانتها وسوء سلوكها، فاشتعل الغضب في صدره وقرر الانتقام على طريقته الخاصة.

كوب السم الأول

في يوم 21 من الشهر الجاري، أحضر المتهم مادة سامة من المحل المملوك له، وخلطها بكوب عصير وقدّمه لها.

وما إن تناولته حتى بدأت تصرخ من شدة الألم، فادعى أنه زوجها ونقلها إلى أحد المستشفيات، وسجّل بياناته باسم مستعار، ثم تركها هناك عقب وفاتها وغادر المكان بهدوء وكأنه لم يفعل شيئًا.

مأساة الأطفال

بعد ثلاثة أيام فقط، قرر المجرم أن يُكمل جريمته، فاستدرج أبناءها الثلاثة في نزهة. وأعاد نفس السيناريو: وضع السم داخل العصائر وقدّمها لهم.

لكن القدر شاء أن ينجو أحد الأطفال جزئيًا، إذ رفض تناول العصير، فحمله المتهم وألقاه في ترعة بدائرة القسم ليتخلص منه.

أما الطفلان الآخران، فتناولا العصير المسموم وسقطا في حالة إعياء شديدة، فاستعان الجاني بأحد العاملين لديه وسائق "توك توك" – دون علمهما بحقيقة ما حدث – لنقلهما إلى مكان مهجور، وهناك لفظا أنفاسهما الأخيرة.

سقوط الشيطان

ما هي إلا ساعات حتى نجحت الأجهزة الأمنية في ضبط المتهم، الذي اعترف بتفاصيل جريمته كاملة، ليتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه، بينما أمرت جهات التحقيق بحبسه على ذمة القضية وتشريح الجثامين لبيان سبب الوفاة.

صدمة في فيصل

سكان المنطقة أصابتهم حالة من الذهول بعد كشف تفاصيل الجريمة، مؤكدين أن المتهم كان يظهر بمظهر الإنسان الهادئ المحترم، لكنهم لم يتخيلوا أن وراء هذا الهدوء شيطانًا يقتل من أحبهم بدم بارد.

وهكذا تحولت قصة حب إلى فصل دموي جديد في دفتر الجرائم، جريمة عنوانها "عصير الغدر"، بطله رجل فقد إنسانيته ليكتب النهاية المأساوية لأم وثلاثة أطفال أبرياء.