ادّعاءات وحِيَل ومحاولات للهروب من ”المشنقة”.. تفاصيل ”مذبحة اللبيني” من البداية وحتى كشف ألغازها وضبط الجاني

في جريمة هزّت الرأي العام وأدمت القلوب، كشفت أجهزة الأمن تفاصيل واحدة من أبشع وقائع القتل الأسري في السنوات الأخيرة، بطلها رجل من منطقة اللبيني بالهرم قرر إنهاء حياة زوجته وأطفاله الثلاثة بدمٍ بارد مستخدمًا مادة سامة كان يحتفظ بها داخل محل لبيع الأدوية البيطرية.
خلافات هادئة تتحول إلى كارثة
وفقًا للتحريات الأولية، كانت العلاقة بين الزوج وزوجته تمر بتوتر متكرر خلال الأشهر الماضية، بعد أن طلبت الزوجة الانفصال أكثر من مرة بسبب الخلافات المستمرة. ومع تزايد المشادات، بدأ الزوج في التخطيط للتخلص منها نهائيًا بطريقة لا تثير الشبهات.
السم في كوب العصير
في 21 أكتوبر 2025، قرر المتهم تنفيذ جريمته الأولى، حيث أعدّ كوبًا من العصير وخلط بداخله مادة كيميائية قاتلة جلبها من محل الأدوية البيطرية الذي يملكه، ثم قدمه لزوجته في المنزل، وبعد دقائق، بدأت تظهر عليها أعراض تسمم حاد، فسارع بنقلها إلى أحد المستشفيات القريبة، وزوّر بياناتها داخل المستشفى لتبدو كأنها سيدة مجهولة الهوية، وبعد ساعات، لفظت أنفاسها الأخيرة، بينما غادر هو المكان وكأن شيئًا لم يحدث.
قتل الأطفال بالسم
بعد أيام قليلة، بدأ المتهم مرحلة جديدة من جريمته، حيث اصطحب أبناءه الثلاثة "جنى، سيف، ومصطفى" في نزهة وجهّز لهم عصائر مماثلة تحتوي على نفس المادة القاتلة التي قتل بها أمهم، وقدّمها إليهم وهم في الطريق، تناول منه اثنان من الأطفال، بينما الطفل الأصغر أبى تناوله، بعد أن لاحظ طعمًا غريبًا، فقام بإلقائه في مجرى مائي.
العثور على جثث الأطفال
بعد يومين من الجريمة، لاحظ الأهالي في منطقة اللبيني وجود طفل وفتاة ملقيين أمام مدخل أحد العقارات، الطفل متوفٍ والفتاة في حالة إعياء شديد، وقبل أن تدخل في غيبوبة، قالت بصوتٍ متقطع إنها "بنت حمادة من المنشية"، لتفتح الباب أمام سلسلة من التحريات التي انتهت إلى ربطها بالأب القاتل.
تتبع الكاميرات يكشف القاتل
وفحصت أجهزة الأمن بالجيزة كاميرات المراقبة المحيطة بالعقار، لتكتشف وجود "توك توك" ألقى الطفلين أمام البناية، قبل أن يفرّ هاربًا، وبفحص خط سير المركبة، تم الوصول إلى السائق الذي أقرّ بأنه لم يكن يعلم بما يجري، وأن المتهم هو من طلب منه توصيل الطفلين فقط، وبناءً على ذلك، تم تحديد هوية الأب المتهم والقبض عليه في وقت قياسي، وتبيّن أن سائق التوك توك "حسن النية"، بحسب بيان وزارة الداخلية حول الواقعة.
الاعتراف الكامل
في بداية التحقيقات، قال المتهم إن المجني عليها كانت تتردد على المحل الذي يملكه، وبعد فترة نشأت علاقة عاطفية بينهما، تطوّرت إلى علاقة غير شرعية، وبعد حدوث خلافات بينها وبين زوجها، قررت الانتقال بأبنائها للعيش معه في محل سكنه، وبعد أن اكتشف أنها متعددة العلاقات، قرر التخلص منها.
ومع مواجهته بكل ما وصلت إليه تحريات الأجهزة الأمنية، لم يجد الأب القاتل مفرًّا من الاعتراف، مؤكدًا أنه استخدم مادة بيطرية سامة لإنهاء حياة زوجته وأطفاله الثلاثة "حتى يتخلص من المشاكل"، وأثبتت التحقيقات أن الجريمة كانت مخططة بعناية، وأن المتهم استغل خبرته في المواد الكيميائية لتصنيع السم بنفسه داخل المحل الذي يديره.
من جانبه، نفى جدّ الأطفال ادّعاءات الأب المتهم بأنه كانت تربطه علاقة غير شرعية مع المجني عليها "الأم"، مشيرًا إلى أنها "كانت منتقبة، وكانت تحرص دائما على الذهاب بأبنائها إلى دار تحفيظ القرآن الكريم، وبالإضافة إلى الدروس الدينية، وأنها كانت تعمل لمساعدة زوجها في تربية أبنائها"
صدمة مجتمعية
الحادثة تركت أثرًا عميقًا لدى الأهالي في المنطقة، الذين أكدوا أن المتهم كان "هادئ الطباع" ولا يثير الشبهات، بينما لم يتصور أحد أن يتحول هذا الهدوء إلى وحشية بهذا الشكل.

