النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

نتنياهو يمنح الضوء الأخضر للفريق المصري لدخول غزة بحثًا عن جثث رهائن إسرائيليين

الفريق المصري يساعد في البحث عن جثث الرهائن
هالة عبد الهادي -

في خطوة وُصفت بأنها الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شخصيًا على دخول فريق مصري متخصص إلى قطاع غزة، للمشاركة في عملية تحديد مواقع جثث رهائن إسرائيليين يُعتقد أنهم قُتلوا خلال العمليات العسكرية الأخيرة.

وأكدت صحيفة تايمز أوف إسرائيل نقلاً عن مكتب نتنياهو، أن القرار جاء بعد مشاورات أمنية مكثفة وموافقة شخصية واستثنائية من رئيس الوزراء، مشيرة إلى أن مهمة الفريق المصري ستكون فنية بحتة، وستقتصر على تحديد أماكن الجثث دون أي تدخل آخر.

وشوهدت قافلة من الشاحنات والمركبات الثقيلة ليل السبت أثناء عبورها نحو معبر كرم أبو سالم، متجهة إلى خان يونس جنوب القطاع، وفقًا لتسجيل مصور بثّته وكالة فرانس برس. وأكدت مصادر عسكرية مصرية أن القافلة كانت تنتظر الحصول على الإذن النهائي للدخول إلى غزة، وهو ما تم بعد اتصالات مكثفة بين القاهرة وتل أبيب بوساطة أميركية.

وفي بيان لاحق، ذكرت قناة القاهرة الإخبارية أن الفريق المصري في طريقه إلى غزة، بينما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤولين قولهم إن معدات إضافية ستدخل من مصر، لتعزيز جهود البحث عن الجثث في المناطق التي دُمرت بالكامل جراء القصف الإسرائيلي المكثف.

وأوضحت القناة 12 الإسرائيلية أن الفريق المصري سيعتمد على بيانات قدمتها كل من إسرائيل وحركة حماس حول أماكن يُعتقد أن جثث الرهائن مدفونة تحت أنقاضها، في محاولة لتسريع عملية العثور عليهم، في ظل تزايد الضغط الشعبي داخل إسرائيل لاستعادة رفات الضحايا.

يُشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وحماس نصّ على إعادة جميع الرهائن المتبقين لدى الحركة – أحياءً وأمواتًا – والذين كان عددهم 48 عند توقيع الاتفاق، مقابل إطلاق سراح نحو ألفي معتقل فلسطيني.
لكن حتى الآن، لم تُسلم حماس سوى رفات 15 من أصل 28 رهينة قُتلوا، بينما يُعتقد أن 13 جثة أخرى ما زالت تحت الأنقاض في مناطق يصعب الوصول إليها.

وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن دخول الفريق المصري جاء بعد ضغوط مباشرة من الإدارة الأميركية، إذ أفادت القناة 12 أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب منح تل أبيب مهلة 48 ساعة لإحراز تقدم في ملف الجثث، وسط مخاوف من انهيار الاتفاق الهش مع حماس.

في المقابل، ترفض إسرائيل السماح لأي فرق إنقاذ تركية بدخول غزة، رغم طلب رسمي من أنقرة بإرسال فريق مكون من 81 عنصرًا لتحديد مواقع الجثث، إذ ترى تل أبيب أن أي وجود تركي على الأرض "قد يحمل أبعادًا استخباراتية".

ويرى محللون أن السماح للفريق المصري بالدخول يعكس ثقة إسرائيل في الدور المصري كوسيط موثوق، كما أنه إشارة إلى استئناف التنسيق الأمني بين الجانبين بعد أشهر من التوتر.
وفي المقابل، ترى القاهرة أن هذه الخطوة تمثل بعدًا إنسانيًا في ظل الوضع الكارثي الذي يعيشه سكان غزة، وتؤكد أنها تسعى لتأمين حماية المدنيين وتخفيف معاناتهم إلى جانب أداء المهمة الإنسانية للفريق.