مباراة ريال مدريد ضد برشلونة.. هل ينجح ألونسو في كسر لعنة الكلاسيكو الأولى؟

يستعد ريال مدريد مساء اليوم الأحد لمواجهة غريمه الأزلي برشلونة على ملعب "سانتياغو بيرنابيو"، ضمن منافسات الجولة العاشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم، حيث ينتظر عشاق الكرة العالمية أول "كلاسيكو" هذا الموسم وسط أجواء جماهيرية حماسية تعيد الصراع التاريخي بين العملاقين إلى الواجهة.
تكتسب المواجهة أهمية خاصة هذا العام، إذ يخوضها المدرب الإسباني تشابي ألونسو للمرة الأولى على رأس الجهاز الفني لريال مدريد منذ توليه المهمة في مايو الماضي، في خطوة أعادت الكثير من الآمال لدى جماهير النادي بعد فترة من التذبذب، بينما تمثل المباراة فرصة حقيقية للمدرب لإثبات بصمته الفنية وإظهار هوية الفريق الجديدة التي يسعى لتثبيتها منذ انطلاق الموسم.
لم تكن بداية ألونسو مع ريال مدريد عادية، فقد قاد الفريق لتحقيق 11 انتصارًا في 12 مباراة بجميع المسابقات، ما منح الميرنغي دفعة معنوية كبيرة قبل اللقاء، خاصة أن المواجهة تحمل بعدًا نفسيًا للفريق الذي يسعى إلى كسر عقدة الهزائم المتتالية أمام برشلونة في الموسم الماضي، إذ خسر أمامه أربع مرات متتالية في الدوري وكأس الملك وكأس السوبر الإسباني، في سلسلة مؤلمة لا تزال عالقة في أذهان الجماهير.
وفي تلك المواجهات السابقة، فشل ريال مدريد بقيادة كارلو أنشيلوتي في تحقيق أي فوز، واقترب فقط من ذلك في نهائي كأس الملك حين تعادل بهدفين بعد تأخره بثنائية، قبل أن يستسلم بدنيًا في الوقت الإضافي ويفقد اللقب، ما جعل جماهير الفريق تتطلع اليوم إلى صفحة جديدة في ظل المشروع الفني بقيادة ألونسو.
ويُدرك المدرب الإسباني أن مباراة اليوم تمثل أكثر من مجرد ثلاث نقاط، فهي اختبار لقدرة فريقه على التعامل مع الضغوط الكبرى واستعادة الهيبة أمام الغريم التقليدي، حيث أكد خلال المؤتمر الصحفي عشية اللقاء أن "الملعب يجب أن ينبض بطاقة المباريات الكبرى، وأن يشعر اللاعبون بحماس الجماهير في كل لحظة"، موضحًا أن هذه المواجهة "ليست عادية، بل تمثل بداية مرحلة مختلفة في تاريخ النادي".
ويُعد ألونسو سابع مدرب يقود ريال مدريد في أول كلاسيكو له خلال العقد الأخير، غير أن الأرقام لا تميل كثيرًا إلى صف المدربين الجدد، إذ لم ينجح سوى الفرنسي زين الدين زيدان في الفوز على برشلونة في أول مواجهة له بنتيجة 2-1، بينما سقط الآخرون بنتائج قاسية، أبرزها خسارة جوزيه مورينيو بخماسية نظيفة، ورافا بينيتيز برباعية دون رد، وجولين لوبيتيغي بخماسية مقابل هدف، إلى جانب هزائم مماثلة لسانتياغو سولاري وكارلو أنشيلوتي.
ويُعوّل ريال مدريد في هذه القمة على الروح القتالية التي أظهرها الفريق منذ بداية الموسم، مدفوعًا بعودة عدد من لاعبيه الأساسيين وارتفاع مستوى الانسجام داخل المجموعة، فيما يطمح برشلونة، بقيادة هانسي فليك، إلى مواصلة تفوقه في المواجهات المباشرة وتأكيد قدرته على المنافسة الجدية على اللقب.
وبين الرغبة في رد الاعتبار والطموح لتثبيت الزعامة، يبدو كلاسيكو الليلة مرشحًا لأن يكون من أكثر المواجهات إثارة في السنوات الأخيرة، خاصة مع تباين أسلوبي الفريقين بين الواقعية التكتيكية لألونسو والنهج الهجومي السريع لتشافي، في صدامٍ لا يحتمل أنصاف الحلول على أرض "البرنابيو".

