النهار
جريدة النهار المصرية

فن

الدراما المصرية تفقد بريقها وسط ”الاستسهال” و”الشللية”

نقاد الفن كمال القاضي وفايزة هنداوي وعماد يسري
إسراء الحسيني -

"الدراما تراجعت وافتقدنا الموهبة الحقيقية".. تصريح أطلقه المخرج محمد عبدالعزيز طرح تساؤلات حول واقع الدراما المصرية، فبرغم وفرة الإنتاج والتطور التقني، يبقى السؤال: لماذا تراجعت الدراما؟ وهل السبب غياب الموهبة، أم الأزمة في النصوص وذوق الجمهور؟ هذا ما ناقشته "النهار" مع عدد من النقاد.

يرى الناقد الفني كمال القاضي أن الدراما المصرية لم تشهد تراجعًا في مستواها العام، بل إنها تطورت من حيث الصورة والتقنيات، وهو ما انعكس على جودة العديد من الأعمال الأخيرة.

وأشار إلى أن أزمة الدراما تكمن في الكتابة، قائلًا إن "الاستسهال أصبح سمة واضحة لدى بعض الكُتّاب، الذين اتجهوا إلى إعادة تقديم أفلام قديمة في صورة مسلسلات جديدة، وهو ما يعكس نوعًا من الإفلاس الإبداعي".

وأضاف القاضي أن الأداء التمثيلي بات أكثر تلقائية بفضل الدراسة الأكاديمية للممثلين، مؤكدًا أن ذائقة الجمهور قد تحدد نوعية الأعمال الرائجة، لكنها لا تتحكم في مستواها الفني، لأن "الجمهور ليس طرفًا في الكتابة أو الإخراج أو التمثيل".

ومن جانبها اعتبرت الناقدة فايزة هنداوي أن تراجع الدراما المصرية لا يرتبط بضعف النصوص أو قلة الكُتّاب الموهوبين، بل بسوء اختيار الأعمال واحتكار الإنتاج من قِبل شركة واحدة تتحكم في النجوم والموضوعات.

وأوضحت أن غياب التنوع الإنتاجي أضعف المنافسة، مشيرة إلى أن الموسم الرمضاني الأخير شهد أعمالًا مميزة مثل "لام شمسية"، على عكس مواسم سابقة خلت من موضوعات قوية، مؤكدة أن جودة الدراما مرهونة بكفاءة لجان القراءة داخل شركات الإنتاج.

وأشارت إلى أن الدراما في الماضي كانت تراهن على قوة الفكرة لا الصورة، مستشهدة بأعمال مثل "ليالي الحلمية" و"الشهد والدموع" التي جذبت الجمهور لأنها ناقشت قضايا حقيقية رغم بساطة الصورة.

أما الناقد عماد يسري فأرجع الأزمة إلى ما وصفه بـ"الشللية" داخل الوسط الفني، مؤكدًا أن غياب المنتج الجاد هو السبب الحقيقي للتراجع.

وأوضح أن بعض المؤلفين محدودي الموهبة يقدمون أكثر من عمل في الموسم الواحد، فيما تتراجع فرص المواهب الحقيقية، لافتًا إلى أن التراجع لا يعني غياب الأعمال الجيدة، لكنها قليلة تُعد على أصابع اليد الواحدة.

ولفت إلى أن نجاح أعمال مثل "الممر" و"فوي فوي فوي" يثبت أن الأزمة في الصناعة لا الجمهور، مؤكدًا أن الفن بحاجة إلى ثورة تعيد إصلاح منظومة الإنتاج وتمنح الفرصة للكفاءات.