هل تلعب يد أمريكا في الهند؟.. «ترامب» يغلب المصالح الآنية

علاقات استراتيجية.. بهذه الجملة وصف الدكتور سيد مكاوي، خبير الشئون الآسيوية
وزميل كلية الدراسات الدولية بجامعة جواهر لال نهرو بنيودلهي، العلاقات الهندية الأمريكية، موضحاً أنها علاقات استراتيجية في طبيعتها واستثمر البلدان فيها لعقود وشملت كل المجالات من الاقتصادي إلى الدفاعي والنووي، مؤكداً أن التوتر المالي يعد على خلفية فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتعريفة جمركية جزافية على الهند هو أمر عابر سيتجاوزه البلدان.
وقال «مكاوي» في تصريحات خاصة لـ«النهار»، إن العلاقة الوثيقة بين نيودلهي وواشنطن تخدم البلدين فالولايات المتحدة تراهن على صعود الهند كقوة وازنة في مواجهة نمو النفوذ الصيني في قارة آسيا وكجزء من الاستراتيجية الأمريكية لإحتواء الصين في سياق الصراع بين بكين واشنطن على شكل النظام العالمي الجديد، موضحاً أن الهند التي تتبى سياسة الإنحياز المتعدد أو الاستقلال الاستراتيجي تستفيد من حاجة واشنطن إليها في تعزيز صعودها الاقتصادي والعسكري والتكنولوجي لتتبوأ مكانتها كقوة عظمى عالمية وفي نفس الوقت لا تتصادم مع الصين بل تشاركها في تجمع بريكس ومنظمة شنغهاي من أجل تقاطع مصالحهما أحياناً ولخفض التوتر بينهما حول نزاعهما الحدودي.
وأضاف الدكتور سيد مكاوي، خبير الشئون الآسيوية، أن الصدام الحدودي بين الهند والصين في وادي جلوان أدى إلى حالة من الجفاء في العلاقات لكن البلدين أدركا أنه لا يمكن ارتهان مصالح الشعبين لخلاف حدودي يعود إلى عام 1962 وقرر مودي وشي قبل قرابة عام تطبيع العلاقات بين بلديهما وأدى تنمر ترامب على الهند اقتصاديا إلى تسريع عملية التطبيع وحضور ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند شخصياً لقمة منظمة شنغهاي الأخيرة بالصين.
ونوه خبير الشئون الآسيوية إلى أن الرئيس الأمريكي معني بالمكاسب الآنية وليس بالحسابات الاستراتيجية بعيدة المدى حتى إذا أضر ذلك بمصالح حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية أو بمصالح واشنطن ذاتها وعلى هذا الأساس عاقب ترامب الهند الحليفة بفرض تعريفة جمركية تصل إلى 50% وهي النسبة التي لم يفرضها عمليا على الصين «الخصم والمنافس» ولذلك تتعامل الصين مع واشنطن من منطلق الندية وعىى قاعدة الفوز للطرفين أو الخسارة للطرفين فسيف التعريفة الجمركية الأمريكي تواجهه مطرقة المعادن النادرة الصيني أما الهند فتمارس الصبر الاستراتيجي والنفس الطويل للتعامل مع تقلبات ترامب وتراهن على عامل الزمن في احتواء الضرر والحفاظ على الشراكة الاستراتيجية مع واشنطن.