النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

دلالات زيارة رئيس المخابرات العامة المصرية إلى إسرائيل

رئيس المخابرات
كريم عزيز -

حلل الدكتور محمد وازن، خبير الشئون الإسرائيلية والدراسات الاستراتيجية، زيارة رئيس المخابرات العامة المصرية إلى إسرائيل اليوم ولقاءه مع بنيامين نتنياهو رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، موضحاً أن الزيارة ليست بروتوكولية بل هي واحدة من أهم وأهدأ اللقاءات التي تعكس حجم الدور الحقيقي الذي تلعبه مصر في إدارة المشهد بعد الهدنة التي تم التوصل إليها بين إسرائيل وحماس.

وقال «وازن» في تحليل له، إنه قبل ساعات قليلة من وصول نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس إلى تل أبيب، كانت طائرة تابعة للمخابرات المصرية تلمس أرض مطار بن جوريون، في إشارة واضحة أن القاهرة دخلت على خط المعادلة من جديد لإنقاذ اتفاق الهدنة الذي بدأ يتعرض لهزّات خطيرة

وأضاف الدكتور محمد وازن، أن رئيس المخابرات العامة اللواء حسن رشاد اجتمع مع نتنياهو وفريقه الأمني في ديوان رئيس الوزراء بالقدس، وهو أول لقاء مباشر من نوعه بعد قمة شرم الشيخ الأخيرة، موضحاً أن البيان الصادر عن مكتب نتنياهو قال إن اللقاء تناول خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، لكن خلف السطور، المصادر الإسرائيلية نفسها أكدت أن المباحثات كانت مركزة على إنقاذ اتفاق الهدنة بعد تصاعد الخروقات من جانب الاحتلال داخل غزة.

وأكد الدكتور محمد وازن، أن شبكة CNN بالعربية نقلت عن مصدر مطّلع أن اللواء حسن رشاد وصل إلى إسرائيل في زيارة عاجلة قبل ساعات من وصول نائب الرئيس الأمريكي، وبحسب هيئة البث الرسمية «كان»، فإن الطائرة التي أقلّت الوفد المصري هي نفس الطائرة الخاصة التي استخدمتها المخابرات في جولات التفاوض السابقة ما بين القاهرة والدوحة، أثناء عمليات تبادل الأسرى، ذلك الأمر يوضح أن الزيارة ميدانية أكتر منها رمزية، وأن مصر بتتحرك بخطوات دقيقة لاحتواء التوترات ومنع انهيار الاتفاق.

وذكر خبير الشئون الإسرائيلية، أن مصر تتحرك على مسارين متوازيين الأول سياسي، من خلال التنسيق المباشر مع واشنطن وتل أبيب، والثاني ميداني من خلال آليات المتابعة على الأرض، موضحاً أن مصادر مطّلعة أشارت أن القاهرة تتابع عن كثب تنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب، التي تشمل نشر قوة دولية في القطاع، ونزع سلاح حماس وتقديم المساعدات الإنسانية، وبدء إعادة الإعمار: «بمعنى أدق، مصر مش وسيط محايد، مصر بقت ضامن رئيسي للاتفاق، وده بيمنحها مساحة نفوذ غير مسبوقة في إدارة الملف الفلسطيني – الإسرائيلي».

ونوه إلى أن اللقاء بعث برسالتين أساسيتين للعالم، الأولى هي أن القاهرة ما زالت هي الدولة الوحيدة القادرة على التواصل مع كل الأطراف في وقت واحد من واشنطن وتل أبيب لقطر وتركيا وغزة، والثانية أن استمرار الهدنة مرهون بالتنسيق المصري – الأمريكي، لأن أي خلل في التنسيق ده ممكن يعيد المنطقة إلى نقطة الصفر: «باختصار إن مصر بتستعيد دورها كمركز القرار في الشرق الأوسط، مش بالكلام ولا بالتصريحات، لكن بالتحركات الميدانية الهادئة اللي بتسبق أي أزمة بخطوة، وبتمنعها قبل ما تولّع».