النهار
جريدة النهار المصرية

اقتصاد طاقة

النفط البحري يسجل قفزة تاريخية مع زيادة إنتاج أوبك+ وارتفاع حركة الشحن العالمية

فاطمه الضوي -

ذكرت وكالات أنباء دولية أن شحنات النفط الخام المنقولة بحرًا شهدت خلال الأسابيع الأخيرة قفزة قياسية، مدفوعةً بزيادة الإنتاج من كبار المنتجين العالميين وامتداد مسافات النقل بين الدول المصدّرة والمستوردة، مما أدى إلى بقاء السفن في البحر لفترات أطول وارتفاع كميات النفط قيد النقل إلى مستويات تاريخية.

ووفقًا لتقارير صادرة عن شركات تحليل بيانات الطاقة العالمية، بلغ إجمالي النفط الخام والمكثفات المنقولة عبر الناقلات البحرية نحو 1.24 مليار برميل خلال الأسبوع المنتهي في 17 أكتوبر 2025، مقارنة بـ 1.22 مليار برميل في الأسبوع السابق، في استمرارٍ واضح لارتفاع أحجام الشحنات النفطية عالميًا.

تباطؤ الطلب العالمي يهدد بفائض في المعروض

أشارت الوكالات الأجنبية إلى أن هذا النمو في الإمدادات يأتي في وقت يتباطأ فيه الطلب العالمي على النفط، وهو ما يهدد بحدوث فائض كبير في المعروض قد يصل إلى 4 ملايين برميل يوميًا مطلع عام 2026، إذا استمرت مستويات الإنتاج الحالية دون تغيير.

وأضافت التقارير أن تحالف أوبك+ سجل في سبتمبر الماضي أكبر زيادة شهرية في إنتاجه منذ أربع سنوات، بلغت نحو 630 ألف برميل يوميًا، مدفوعة بقرار بعض الدول المنتجة التراجع عن القيود السابقة على الإنتاج.

السعودية والإمارات وروسيا في صدارة الزيادة

وأفادت المصادر أن السعودية والإمارات وروسيا قادت الزيادة في الإنتاج، حيث ارتفع إنتاجها الجماعي بنحو 1.77 مليون برميل يوميًا خلال الأشهر الماضية، موضحةً أن معظم هذه الكميات تتجه إلى الأسواق الآسيوية، خاصة الصين، في رحلات بحرية تستغرق قرابة الشهر من الشرق الأوسط، وتصل إلى ضعف المدة عند شحن النفط الروسي إلى الوجهات ذاتها.

إنتاج قياسي في أمريكا وعودة غيانا للمنافسة

كما لفتت الوكالات إلى أن الولايات المتحدة تواصل تسجيل إنتاج قياسي تجاوز 13.6 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى في تاريخها. وفي الوقت ذاته، دخلت غيانا على خط المنافسة بتصدير أولى شحناتها من خام غولدن أروهيد البحري، ضمن خطط لرفع الإنتاج إلى 250 ألف برميل يوميًا بنهاية العام.

وفي تطور لافت، أبحرت أول ناقلة نفط غيانية متجهة إلى الصين منذ مايو الماضي، في رحلة تستغرق أكثر من ستة أسابيع ونصف، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف مدة الرحلات إلى أوروبا، ما يعكس التحولات في مسارات تجارة الطاقة العالمية.

التجارة البحرية للطاقة عند مفترق طرق

وبحسب تقديرات خبراء الطاقة الدوليين، فإن استمرار زيادة الشحنات البحرية في ظل ارتفاع الإنتاج وتباطؤ الاستهلاك قد يدفع الأسواق نحو مرحلة من الفائض والتذبذب السعري خلال عام 2026.

ويرى محللون أن هذه التطورات تعيد رسم خريطة تجارة النفط العالمية، حيث تلعب الشحنات البحرية طويلة المدى دورًا محوريًا في حركة الإمدادات، مع توقعات بأن تظل أسعار النفط تحت ضغط في حال استمرار الإنتاج عند مستوياته الحالية دون زيادة في الطلب.