النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

إيران تلاحق الدبلوماسيين الإسرائيليين عبر “واتساب”.. وإسرائيل ترفع درجة التأهب الرقمي

واتساب
هالة عبد الهادي -

يبدو أن المواجهة بين إسرائيل وإيران دخلت مرحلة جديدة، أكثر تعقيدًا وخطورة، بعدما انتقلت من ميادين الحرب التقليدية إلى ساحات الفضاء الإلكتروني وتطبيقات التواصل الاجتماعي. فقد حذرت وزارة الخارجية الإسرائيلية موظفيها ودبلوماسييها من مجموعات واتساب مشبوهة، قالت إنها تُدار من إيران ودول معادية أخرى، في خطوة تكشف اتساع نطاق حرب التجسس الرقمية بين الجانبين.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مسؤول أمني رفيع في الخارجية الإسرائيلية قوله إن العديد من الدبلوماسيين والموظفين تمّت إضافتهم مؤخرًا إلى مجموعات واتساب مجهولة المصدر، يديرها أشخاص من إيران وباكستان ودول أخرى معروفة بعدائها لإسرائيل.

وأضاف المسؤول: "وصلتنا تقارير تفيد بأن عدداً من موظفي الوزارة أُضيفوا تلقائيًا إلى مجموعات واتساب لا يعرفون أصحابها، وتبيّن لاحقًا أنها تُدار من خارج البلاد، وتحديدًا من إيران وباكستان. هذه المحاولات ليست عشوائية بل جزء من حملة استخباراتية تهدف لاختراق الهواتف وجمع المعلومات".

وفي ضوء ذلك، أصدرت الخارجية الإسرائيلية تعليمات عاجلة لموظفيها، بضرورة تشديد إجراءات الحماية الرقمية، وتغيير إعدادات التطبيق بحيث لا يمكن إضافتهم إلى أي مجموعة إلا من جهات الاتصال المسجّلة لديهم. كما طالبتهم بتجنب فتح أي روابط أو ملفات مشبوهة تصلهم عبر واتساب أو البريد الإلكتروني، في ظل مؤشرات على تصاعد محاولات القرصنة الإيرانية خلال الأسابيع الأخيرة.

ويأتي هذا التحذير في سياق تصاعد الحرب الاستخباراتية بين طهران وتل أبيب منذ اندلاع المواجهة العسكرية بينهما في يونيو الماضي، والتي استمرت 12 يومًا وأدت إلى تصعيد غير مسبوق في العمليات الأمنية والهجمات الإلكترونية المتبادلة.

فمنذ تلك الحرب، أعلنت السلطات الإيرانية عن إحباط عشرات محاولات التجسس لصالح إسرائيل، ونفذت مؤخرًا حكم الإعدام بحق شخص أدين بالتعاون مع جهاز "الموساد". كما كشفت عن سلسلة من الاعتقالات لأفراد اتُّهموا بالتورط في أنشطة استخباراتية لصالح تل أبيب وواشنطن.

وفي المقابل، تواصل إسرائيل اتهام إيران بإدارة جيش إلكتروني متطور يستهدف شبكاتها الحكومية والعسكرية والدبلوماسية، محذّرة من أن طهران تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي كسلاح رئيسي في حرب المعلومات والتجنيد وجمع البيانات.

وكان الكنيست الإسرائيلي قد صادق مؤخرًا على خطة وطنية لتطوير الدفاع السيبراني في المؤسسات الحكومية والسفارات بالخارج، بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات، في محاولة لسد الثغرات التي يمكن أن تنفذ منها الهجمات الإيرانية.

ويرى محللون أن تحذيرات الخارجية الإسرائيلية الأخيرة تعكس إدراكًا متزايدًا بأن معركة “البيانات والمعلومات” باتت لا تقل خطرًا عن الصواريخ والطائرات المسيّرة، وأن الحرب القادمة قد تُدار من خلف الشاشات، لا من فوق الميدان.