النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

اتهامات أميركية تهزّ الهدنة...وحماس تتهم واشنطن بتبنّي الدعاية الإسرائيلية

حماس
هالة عبد الهادي -

رفضت حركة المقاومة الإسلامية حماس،اليوم الأحد، بيان وزارة الخارجية الأميركية الذي تحدث عن وجود تقارير موثوقة تزعم أن الحركة تخطط لانتهاك وشيك لاتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، معتبرة أن هذه التصريحات باطلة وتتماهى بالكامل مع الدعاية الإسرائيلية.

وقالت الحركة في بيان رسمي إن: "الادعاءات الأميركية تفتقر إلى أي أساس من الصحة، وتشكل غطاءً لاستمرار الاحتلال في جرائمه وعدوانه المنظم ضد الشعب الفلسطيني"، مضيفة أن :"الاحتلال هو من يشكل الخطر الحقيقي على المدنيين من خلال دعمه وتغطيته لعصابات مسلحة تمارس القتل والخطف والسطو على المساعدات في المناطق الفلسطينية".

واتهمت حماس إسرائيل بأنها "هي التي أنشأت ومولت وسلحت تلك العصابات الإجرامية"، مؤكدة أن استمرار مثل هذه الممارسات يهدد استقرار التهدئة ويقوّض فرص تثبيت وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية قبل أسابيع.

ودعت الحركة الإدارة الأميركية إلى التوقف عن ترديد رواية الاحتلال المضللة، مطالبة واشنطن بأن تلعب دوراً متوازناً ومسؤولاً من خلال الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها اليومية ضد المدنيين، وفي مقدمتها حماية هذه العصابات ومنحها الملاذ الآمن في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أصدرت في وقت سابق بياناً قالت فيه إنها تمتلك تقارير موثوقة تفيد بأن حماس تخطط لشن هجوم وشيك ضد المدنيين في قطاع غزة، مشيرة إلى أن مثل هذا الهجوم سيكون انتهاكاً خطيراً لاتفاق وقف إطلاق النار، وقد يؤدي إلى تقويض التقدم الذي تحقق بفضل جهود الوساطة الإقليمية والدولية.

وأضاف البيان الأميركي أن واشنطن "ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين في غزة والحفاظ على استمرار وقف إطلاق النار" في حال تنفيذ أي هجوم من هذا النوع.

يُشير الخبير الاستراتيجي الأميركي بروس جينتلسون إلى أن نجاح اتفاق التهدئة بين حركة حماس وقطاع غزة وإسرائيل لا يقاس فقط بتوقف النار، بل بمدى قدرة الأطراف على الالتزام باتفاقاتها والتعامل مع «المفسدين» أو العناصر التي ترغب بتقويض الاتفاق.

وفي تحليل له، حذر من أن التهدئة قد تكون مجرد مرحلة مؤقتة ما لم تدرج بنود واضحة لتنفيذها، مثل نزع سلاح حماس، وضمان انسحاب إسرائيل، وتنظيم إدارة غزة لما بعد الحرب.

وبناء على ذلك، فإن الاتهامات الأميركية ضد حماس بخرق محتمل للوقف تُعد علامة إنذار فإما أن تُحوّل إلى حافز لإحياء مفاوضات جادة، أو تتحول إلى ذريعة لتصعيد أوسع يُهدد التهدئة نفسها.

ويشير الخبير إلى أن :"إذا بدأت واشنطن بربط استمرار المساعدات لتثبيت التهدئة بشروط صارمة خصوصاً تجاه حماس قد يؤدي ذلك إلى شعور لدى الحركة بأنها محاصَرة، وبالتالي إلى رد فعل مضاد."

كما يُلفت إلى أن التجارب السابقة تقول إن اتفاقات توقف إطلاق النار تفشل عندما يظن أحد الطرفين أن الآخر غير جاد، أو حين يُنظر إليها على أنها هدنة دون خطة لمرحلة ما بعد".

ويأتي هذا التوتر الجديد في وقت حساس تمر به المفاوضات غير المباشرة بين الأطراف المعنية بتثبيت الهدنة وإعادة إعمار القطاع، وسط تبادل الاتهامات بين حماس وإسرائيل بخرق بنود الاتفاق، في حين تحاول واشنطن والوسيط المصري منع انهيار التفاهمات الهشة.