بين السرعة والدقة.. مساعد وزير الداخلية الأسبق يكشف كيف تطورت منظومة النجدة في مصر

عندما يدق الخطر أبواب المجتمع، وتتعالى أصوات الاستغاثة في لحظات حرجة، تقف منظومة النجدة كخط الدفاع الأول، تسابق الزمن لإنقاذ الأرواح وحماية الممتلكات، في دقائق قد تغير مجرى الأحداث، تظهر أهمية سرعة الاستجابة ودقة التحرك، وهنا يتجلى الدور الحقيقي للشرطة في خدمة المواطن.
لم تعد النجدة مجرد رقم يظلب في الطوارئ، بل أصبحت منظومة متكاملة تجمع بين التكنولوجيا الحديثة، والجاهزية الميدانية، والعناصر البشرية المدربة على أعلى مستوى.
في هذا التقرير تسلط "النهار" الضوء على التطوير اللافت الذي شهدته منظومة النجدة في مصر، وكيف أسهم في رفع كفاءة الاستجابة للبلاغات وتوفير الأمن في مختلف ربوع الوطن.
تمثل منظومة النجدة أحد الأعمدة الأساسية لتحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع، حيث تقوم بدور محوري في الاستجابة الفورية لبلاغات المواطنين والتدخل السريع في حالات الطوارئ. ونظرًا لأهمية هذا الدور، أولت وزارة الداخلية اهتمامًا كبيرًا بتطوير هذه المنظومة من خلال تحديث البنية التحتية وتعزيز القدرات الفنية والبشرية المرتبطة بها.
علق اللواء خالد الشاذلى الخبير الأمنى ومساعد وزير الداخلية الأسبق على تطوير منظومة النجدة مؤكدا أن التطوير شمل تحديث غرف العمليات وربطها إلكترونيًا بجميع أقسام الشرطة والكمائن المنتشرة على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى الاعتماد على تقنيات التتبع اللحظي لسيارات النجدة باستخدام أنظمة GPS، مما يتيح سرعة تحديد مواقع البلاغات وتوجيه أقرب قوة إلى المكان المستهدف.
وأضاف مساعد الوزير الأسبق ل"النهار" أنه تم إطلاق عدد من التطبيقات الإلكترونية التي تتيح للمواطنين الإبلاغ عن الحوادث أو الوقائع بشكل مباشر، مع تسجيل البلاغات وتحليلها للتأكد من جديتها وضمان الاستجابة المناسبة.
وفيما يتعلق بسرعة الاستجابة للبلاغات، أكد مساعد الوزير الأسبق أن هذا التطوير ساهم في تقليص زمن الاستجابة في العديد من المحافظات الكبرى مثل القاهرة والجيزة، حيث بلغ متوسط زمن الوصول إلى موقع البلاغ في الحالات العاجلة ما بين خمس إلى عشر دقائق. وقد ساعد على ذلك استخدام الخرائط الذكية والتوجيه الآلي للدوريات، إلى جانب رفع كفاءة غرف العمليات من خلال التدريب المستمر للعاملين بها على مهارات تحليل البلاغات واتخاذ القرار السريع.
مضيفأ أن هناك تنسيق بين النجدة ووحدات المرور والإسعاف بهدف ضمان استجابة متكاملة للحوادث، وخاصة تلك التي تشمل إصابات أو تهديدات أمنية.
أما بالنسبة لتوافر سيارات النجدة وانتشارها، قال اللواء خالد الشاذلى ان الوزارة عملت على إعادة توزيعها بشكل يتناسب مع الكثافة السكانية ومتطلبات كل دائرة شرطية، مع ضمان وجود سيارات جاهزة للتحرك الفوري على مدار الساعة، وتتمتع هذه السيارات بتجهيزات حديثة تشمل أجهزة اتصال متطورة وكاميرات مراقبة وتجهيزات إسعافية أولية، كما تم تدريب العناصر الميدانية على التعامل مع مختلف أنواع البلاغات، بما في ذلك الحوادث المرورية، والاعتداءات، والحرائق، والحالات الطارئة التي تتطلب تدخلًا طبيًا أو أمنيًا فوريًا. كما يخضع أفراد النجدة لتدريبات دورية تشمل الإسعافات الأولية، واللياقة البدنية، وفنون التعامل مع الجمهور، وذلك بهدف ضمان تعامل احترافي مع مختلف المواقف التي قد يواجهونها أثناء تأدية مهامهم.