النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

كوبا تدخل على خط التهديد العسكري الأمريكي ضد فنزويلا

أمير أبو رفاعي -

حذرت كوبا من التصعيد المتزايد من جانب حكومة الولايات المتحدة ضد جمهورية فنزويلا البوليفارية، والتي تسعى بوضوح إلى الإطاحة بالحكومة الدستورية للرئيس نيكولاس مادورو موروس وإقامة حكومة خاضعة على استعداد للتنازل عن نفط فنزويلا ومواردها الطبيعية الرئيسية وسيادتها الوطنية للولايات المتحدة، وذلك في أعقاب التدمير غير القانوني في البحر للسفن التي يُزعم تورطها في الاتجار بالمخدرات - والتي لا يزال تكوينها ووجهتها غير معروفين - وقتل أفراد طاقمها، واشتد التهديد باستخدام القوة ضد فنزويلا مع الإعلان عن مرحلة جديدة من التصعيد تشمل اتخاذ إجراءات عسكرية ضد أهداف برية.

وأضافت الحكومة الكوبية، إن ذرائع هذا الانتشار العسكري الاستثنائي وغير العقلاني من جانب الولايات المتحدة واهية وقائمة على الخداع، ومن غير المقبول قانونيًا وأخلاقيًا استخدام مثل هذه الادعاءات كذريعة لشن عدوان عسكري على دولة ذات سيادة. إن التهديدات للسلام والأمن والاستقرار في أمريكا حقيقية ووشيكة، إن دعاة الحرب، مثل وزير الخارجية الحالي - إشارة إلى وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو - وأعضاء الكونجرس المناهضين لكوبا من فلوريدا، يهددون بشكل غير مسؤول بإطلاق العنان للقوة العسكرية للولايات المتحدة ضد دولة ذات سيادة في أميركا، كما لو كانت عملية تمشيط محلية من قبل الشرطة.

ودعت كوبا، المجتمع الدولي إلى التعبئة ووقف العمل العسكري ضد فنزويلا، مؤكدة مجددًا دعمها الثابت والراسخ للحكومة البوليفارية والتشافيزية في فنزويلا، وللوحدة الشعبية والعسكرية للشعب الفنزويلي. يجب أن تبقى أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي منطقة سلام

هذا فيما حذرت الحكومة الفنزويلية من مخططٍ مُحبط لمهاجمة سفارة الولايات المتحدة في كاراكاس بالمتفجرات، دبره فصيلٌ فنزويليٌّ يمينيٌّ متطرفٌ يسعى إلى إيجاد ذريعةٍ للقوات العسكرية الأمريكية المتمركزة قبالة سواحل فنزويلا للردّ على الهجوم الإرهابي المزعوم على بعثتها الدبلوماسية، يأتي هذا التحذير بعد نشر الولايات المتحدة الأمريكية ثمان قطع بحرية عسكرية إضافة إلى غواصة نووية في البحر الكاريبي قبالة المياة الإقليمية الفنزويلية رافعةً شعار التصدي ومواجهة الإتجار بالمخدرات، وقصفها لزورق بصواريخ موجهة من قطعها البحرية باتجاهه ليفنى غارقاً في مياه الكاريبي ويلقى كافة طاقم الزورق حتفه،في تصعيد عسكري أمريكي يأتي بعد رصد الإدارة الأمريكية مكافأة مالية ضخمة قدرها 50 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن مكان نيكولاس مادورو رئيس فنزويلا، بعد فرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية لعقود على فنزويلا.

ومع هذا التصعيد العسكري الأمريكي الغير مسبوق تجاه فنزويلا خرج وزير خارجيتها ليعلن تنديد وشجب بلاده لهذا التصرف المخالف لكل الأعراف والمواثيق الدولية خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تمتلك أدلة تثبت أن الزورق التي استهدفته كان يحمل أطنان من المخدرات كما ادعت.

هذا فيما كان المؤتمر الصحفي العالمي الذي عقده الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وشاركت فيه "النهار" عبر خاصية الفيديو كونفرانس موجهة سؤال مباشر بعد أن أصبحت بلاده في مرمى التهديد العسكري الأمريكي بعد الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها امريكا سابقا، كيف ستتعامل ستتعامل مع مثل هذا وضع؟ ليجيب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، إن بلاده تواجه أكبر تهديد شهدته أمريكا الجنوبية منذ قرن، في إشارة إلى نشر الولايات المتحدة قوات وسفن حربية إضافية في منطقة البحر الكاريبي بزعم الحد من تهريب المخدرات المرتبط بفنزويلا مؤكداً أن فنزويلا دولة سلام تحترم سيادة الدول ولكن في ذات الوقت فهي على أتم الاستعداد لمواجهة أي تهديدات تواجهها، وما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية يعتبر تصعيد عسكري غير مبرر ولا يحترم القانون الدولي والاتفاقات والمواثيق الدولية، وأوضح مادورو، أن الولايات المتحدة تستهدف فنزويلا بثماني سفن حربية تحمل 1200 صاروخ.