”فيها إيه يعني؟!”.. ماجد الكدواني يتحول إلى نجم شباك بعد 20 عامًا في السينما

بعد نحو عشرين عامًا على أولى بطولاته السينمائية في فيلم "جاي في السريع" عام 2005، الذي لم يحقق نجاحًا يُذكر، يعود ماجد الكدواني هذا العام بفيلم "فيها إيه يعني" ليقدم ثاني بطولاته المطلقة، بعد مسيرة حافلة بالأعمال المتميزة والبطولات المشتركة التي رسخت مكانته كممثل موهوب قادر على التنقل بين مختلف الأدوار والشخصيات.
هذا النجاح لم يكن مجرد انتصار متأخر لبطل موهوب، بل حصادًا لمسيرة من النضج والخبرة، وهو ما دفع "النهار" للتساؤل: هل يؤكد هذا النجاح أن النضوج والتجربة هما الطريق الحقيقي للنجومية بعيدًا عن توقيت البطولة الأولى؟
يرى الناقد الفني كمال القاضي أن البطولة المطلقة ليست المقياس الحقيقي لتقييم قدرات الفنان وتأثيره الشعبي والجماهيري، مؤكدًا أن الموهبة هي الأساس في صناعة النجاح والاستمرارية، مشددًا على أن أي دور جديد للكدواني هو إضافة حقيقية للسينما المصرية وبالقطع لرصيده الفني المتميز .
وأوضح أن ماجد الكدواني يمتلك موهبة كبيرة وأداءً متقنًا يجعله نجمًا في كل عمل يقدمه، سواء كان في دور رئيسي أو ثانوي، لافتًا إلى أن تقسيم مسيرة الفنان إلى مراحل بناءً على البطولات المطلقة غير دقيق، لأن معيار التقييم الحقيقي هو الإجادة والإقناع والمردود الجماهيري للدور.
ولفت القاضي إلى أن النجومية قد ترتبط باتساع الشهرة أو زيادة الأجر، لكنها لا تعني بالضرورة التفوق الفني، مشددًا على أن الكدواني فنان صاحب حضور خاص وموهبة كافية لتأكيد مكانته دون الحاجة إلى تصنيف أدواره.
ومن جانبه، قال الناقد الفني محمد عبد الرحمن إن نجاح ماجد الكدواني في فيلمه الأخير لم يكن مصادفة، بل نتيجة مسيرة طويلة من الاجتهاد والتطور المستمر، مؤكدًا أنه أصبح من أبرز نجوم السينما والدراما في السنوات الأخيرة.
وأشار إلى أن الكدواني بلغ مرحلة من التوهج والتمكن جعلته يحظى بثقة الجمهور والنقاد على حد سواء، موضحًا أن نجاحه الحالي يعكس تراكم خبرات وتجارب فنية لسنوات، لافتًا إلى أنه قدم خلال مشواره أعمالًا بارزة مثل "الرهينة، لا تراجع ولا استسلام، تراب الماس" وغيرهم من الأعمال التي أثبتت قدرته على أداء مختلف الأدوار.
وشدد عبد الرحمن على أن فشل تجربة «جاي في السريع» لم يكن عائقًا أمامه، بل منحه وعيًا مبكرًا بأن البطولة المطلقة ليست معيار النجاح، وأن التأثير وقرب الدور من وجدان الجمهور هما ما يصنع الفنان الحقيقي.
فيما اعتبر الناقد عماد يسري أن نجاح الفنان في أي مرحلة من حياته الفنية يرتبط بوجود نص درامي قوي وإدارة إخراجية واعية، مشيرًا إلى أن السيناريو الجيد هو العمود الفقري لأي عمل ناجح.
وأكد أن ماجد الكدواني دائمًا ما يبرز عندما تتوافر له العناصر الفنية المتكاملة، سواء في السينما أو الدراما، موضحًا أن مشهدًا قصيرًا قدمه في مسلسل "تحت السيطرة" كان كافيًا لإثبات موهبته الكبيرة وقدرته على تجسيد المشاعر بدقة.
وأوضح أن النضوج الفني الذي وصل إليه الكدواني جاء نتيجة تراكم الخبرة وتنوع الأدوار، لكن النجاح – في رأيه – يظل مرتبطًا بالنص القوي الذي يسمح للفنان بإظهار قدراته الحقيقية أمام الجمهور.