لماذا افسدت القاهرة خطة دفن والقضاء علي حماس نهائيا ؟

قبيل توقيع اتفاق وقف النار والذي قادته القاهرة شهدت اروقة المفاوضات ضغوطا غربية مدعومة من بعض الاصوات الخليجية المطالبة بانهاء وجود حماس سياسيا وهو ما اثار غضبا مكتوما من بعض الاوساط الخليجية من مصر ولماذا حدث وكيف وفرت القاهرة حماية لحماس من الخروج نهائيا من المشهد .
يقول المحلل السياسي فراج اسماعيل الخبير في شؤون الشرق الاوسط ان هناك غضبا مكتوما من الخليج وكان حاضرا بقوة في كواليس المفاوضات فالقاهرة في نظر الكثيرين افسدت الفرصة التاريخية للتخلص من حماس وكان المطلوب ان تنتهي الحرب ببيان اسرائيلي امريكي واحد لا مقاومة بعد اليوم لكن القاهرة رأت ما وراء اللحظة رأت ان سقوط حماس بهذه الطريقة لن ينهي الصراع بل سيطلق فوضي جديدة علي حدودها ويفتح غزة لميليشيات عشوائية او وصاية اسرائيلية كاملة لذلك اختارت القاهرة ان تنقذ التوازن لا الحركة وان تمسك بزمام ماتبقي من عقل في الطاولة التي تملؤها شهية الانتقام حتي من الاشقاء .
واضاف اسماعيل ان القاهرة قلبت معادلة وفقرة السلاح بذكاء وقدمت بديلا لغويا وسياسيا بتجميد السلاح والفرق واضح وكبير بين نزع وتجميد فالنزع يعني الاستسلام الكامل وتجريد حماس من شرعيتها وحقها في الدفاع بينما التجميد يعني تعليق الاستخدام تحت السيطرة لا في يد العدو بهذا التعبير الذكي منعت القاهرة مشهد الاذلال وابقت علي ما يكفي من رمزية القوة ليقال ان غزة هدأت ولم تهزم وهو ما اثار غضب عواصم عربية كانت تري ان الوقت قد حان لدفن غزة وضاقت واشنطن باصرار القاهرة علي استقرار قرارها ودافعت القاهرة لا عن حماس بل عن معادلة المنطقة نفسها ورفضت ان تتحول غزة الي فراغ امني جديد علي شاكلة بغداد او الي ورقة تفاوض تدار من تل ابيب واختارت ان تبقي الوسيط لا المنفذ والضامن لا التابع .
واشار اسماعيل ان القاهرة حققت سلسلبة نجاحات سياسية كبري في قمة شرم الشيخ حيث خرجت وهي تمسك بخيوط الملف كاملة فالقاهرة بذكائها الشديد انقذت الهدنة وافسدت محاولات الدفن لحماس وان كان القادم في مراحل التفاوض صعبة جدا وهو ما ستكشف عنه الايام القادمة .