النهار
جريدة النهار المصرية

أهم الأخبار

ماكرون : فرنسا ستظل طرف في أي مبادرة تهدف إلى إنهاء دوامة العنف

الرئيس السيسي والرئيس الفرنسي
أهلة خليفة -

في بداية زيارته إلى مدينة شرم الشيخ للمشاركة في القمة الدولية المعنية بإنهاء الحرب في غزة، والتي استندت إلى خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا جاءت إلى هذه القمة بهدف السلام والنجاة وأكد أن اللحظة الراهنة تمثل منعطفًا حاسمًا في تاريخ الشرق الأوسط.

وقال ماكرون في تصريحات صحفية له فور وصوله إلى مطار شرم الشيخ الدولي:"نحن هنا لأننا نؤمن أن المعاناة التي عاشها ملايين الأبرياء يمكن أن تتحول إلى بداية جديدة، ونقطة انطلاق نحو مستقبل أكثر استقرارًا وعدالةً في المنطقة."

دعم فرنسي قوي للهدنة وبناء الثقة

وشدد الرئيس الفرنسي على أن بلاده تدعم بقوة كل الجهود الدولية الساعية إلى تثبيت هدنة دائمة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، مؤكداً أن تحقيق الاستقرار الإقليمي لا يمكن أن يتم إلا من خلال مسارات متوازية تشمل إعادة الإعمار، بناء الثقة بين الأطراف، وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن الدور المحوري الذي تلعبه مصر في جمع الأطراف المتنازعة تحت مظلة حوار سياسي يستحق التقدير، موضحاً أن مبادرة الرئيس ترمب تمثل فرصة حقيقية لإعادة إطلاق عملية السلام على أسس جديدة، أكثر اتزاناً وشمولاً.

فرنسا شريك فاعل في أي مبادرة جادة للسلام

قال ماكرون إن فرنسا ستظل طرف في أي مبادرة تهدف إلى إنهاء دوامة العنف، وأردف قائلا :"لن يكون هناك سلام حقيقي دون رؤية سياسية عادلة تشمل الجميع، ونحن نؤمن أن الحل العادل والدائم وحده هو الذي يمكن أن يؤسس لمستقبل مستقر للشرق الأوسط."

وأكد ماكرون أن بلاده تعمل بالتنسيق الكامل مع الشركاء الأوروبيين، والأمريكيين، والدول العربية لضمان تنفيذ أي اتفاق سلام محتمل بطريقة عادلة ومتوازنة، مشددًا على أن أولويات باريس تتمثل في حماية المدنيين، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، وتهيئة البيئة المناسبة لبدء مرحلة إعادة الإعمار.

خطة فرنسية تهدف لتعمير غزة من الدمار

كما كشف الرئيس الفرنسي عن وجود نية لبلاده نحو تقديم مقترح خلال القمة، يهدف إلى إطلاق آلية دولية للإشراف على إعادة إعمار قطاع غزة، بمشاركة فاعلة من كل من الأمم المتحدة، البنك الدولي، والاتحاد الأوروبي، وأوضح أن الآلية المقترحة تهدف إلى ضمان الشفافية في توزيع الموارد، وتوجيه التمويل الدولي إلى القطاعات الحيوية كالصحة، والتعليم، والبنية التحتية.

وأكد ماكرون أن إعادة الإعمار ليست مجرد مسألة مادية، بل هي عملية متكاملة تُبنى على أسس سياسية واقتصادية واجتماعية، وتتطلب التزاماً دولياً طويل الأمد.

سلام مشترك بين مصر وفرنسا

وفي معرض حديثه عن مستقبل العملية السياسية، شدد الرئيس الفرنسي على أن استدامة أي اتفاق سلام تتطلب معالجة القضايا الجوهرية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وعلى رأسها إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة إلى جانب إسرائيل، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، مؤكداً أن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار لكلا الشعبين.

وقال ماكرون:"لا يمكن لأي اتفاق أن يصمد ما لم يُعترف بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وما لم تُبذل الجهود لتمكينهم من بناء دولتهم على أساس العدل والقانون الدولي."

من العنق الى السلام.. رحلة نجاة من الألم الى الأمل

وفي نهايه حديث الرئيس الفرنسي ماكرون نص بالتأكيد علي التزام بلاده الراسخ بالحل السلمي القائم على العدالة، الشراكة، والتعددية الدولية، مشيراً إلى أن القمة المنعقدة في شرم الشيخ تمثل فرصة حقيقية أمام المجتمع الدولي لإثبات أن الإرادة السياسية قادرة على قلب الموازين.

وأردف قائلاً:"نحن هنا في شرم الشيخ لنُثبت أن الحرب يمكن أن تتحول إلى سلام، وأن اليأس يمكن أن يُستبدل بالأمل، فرنسا ستقف دائمًا إلى جانب أي مسعى من أجل سلام حقيقي، لأن مستقبل الشرق الأوسط لا يمكن أن يُبنى إلا على أسس السلام والكرامة المشتركة."