النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

قمة شرم الشيخ للسلام: العالم يجتمع وإسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات والرهائن

الدول المشاركة في قمة شرم الشيخ
هالة عبد الهادي -

تشهد مدينة شرم الشيخ المصرية، الإثنين، واحدة من أهم القمم الدولية منذ اندلاع حرب غزة قبل عامين، بمشاركة أكثر من 20 قائدًا وزعيمًا يتقدمهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة وإطلاق المرحلة الأولى من تبادل الأسرى والرهائن.

إسرائيل: الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين بعد عودة الرهائن

أعلنت الحكومة الإسرائيلية،اليوم الأحد، أنها ستبدأ إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين فور تأكيد وصول الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة إلى الأراضي الإسرائيلية.

وقالت المتحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، شوش بدرسيان، في إحاطة صحافية:"سيتم الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين بمجرد أن تؤكد إسرائيل وصول جميع رهائننا المقرر إطلاق سراحهم الإثنين عبر الحدود".

وأوضحت بدرسيان أن عملية الإفراج عن 20 رهينة على قيد الحياة ستبدأ صباح الإثنين، تليها عملية استلام جثث 28 رهينة توفوا أثناء احتجازهم لدى حركة حماس.

حماس: تبادل الرهائن يبدأ الإثنين

من جهته، أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان في تصريح لوكالة فرانس برس أن عملية تبادل الرهائن والأسرى "ستبدأ صباح الإثنين كما هو متفق عليه، ولا توجد أي تطورات جديدة في هذا الشأن".

وبموجب الاتفاق الذي رعته مصر وقطر والولايات المتحدة وتركيا، ستفرج إسرائيل عن نحو ألفي معتقل فلسطيني، بينهم 250 محكومين بالسجن المؤبد و1700 معتقل من سكان غزة، مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

استعدادات إسرائيلية لتسلّم الجثث وسط مخاوف من فقدان بعضها

كشفت وزارة الشؤون الدينية الإسرائيلية عن مخاوف من فقدان بعض جثث الرهائن المفترض تسلمها من حماس.
وقال المدير العام للوزارة يهودا أفيدان، إن الوزارة تستعد لاستقبال 28 جثة، لكن "أكبر المخاوف أن تعلن حماس فقدان بعضها".

وأوضح أن كل جثة ستخضع لفحوصات أمنية دقيقة بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ثم تُنقل إلى المركز الوطني للطب الشرعي في تل أبيب لإجراء اختبارات الحمض النووي وتحديد الهوية.

في السياق، نشر الجيش الإسرائيلي لقطات تُظهر تمركز قواته داخل القطاع بعد سريان وقف إطلاق النار، مؤكدًا أنه لا يزال يسيطر على أكثر من نصف مساحة غزة (حوالي 53%).

وقال الجيش في بيان:"القوات تواصل الانتشار في خطوط تموضع محدثة تماشياً مع اتفاق وقف إطلاق النار وإعادة الرهائن". وأضاف أن قواته "تنتشر أساساً قرب الحدود الإسرائيلية لقطع أي تهديد محتمل على سكان النقب الغربي".

تصريحات متوترة قبيل قمة شرم الشيخ

مع اقتراب موعد قمة شرم الشيخ للسلام، تصاعدت التصريحات المقلقة بين حماس وإسرائيل. فقد أعلنت حماس أنها لن تشارك في مراسم التوقيع الرسمي على الاتفاق، معتبرة أن خروج قادتها من غزة "حديث عبث وهراء".

وقال عضو المكتب السياسي للحركة حسام بدران:"الحديث عن إخراج الفلسطينيين من أرضهم، سواء من حماس أو غيرها، مرفوض تمامًا". كما أكد أن نزع سلاح المقاومة "خارج النقاش وغير وارد"، في رفض واضح للبند الـ13 من خطة ترامب للسلام التي تنص على "تدمير البنى التحتية العسكرية في غزة ونزع السلاح بإشراف دولي".

نتنياهو: الجيش سيبقى داخل غزة

في المقابل، صعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لهجته، مؤكدًا أن قواته ستبقى داخل القطاع "حتى تلقي حماس سلاحها بالكامل". وقال:"حماس وافقت على الاتفاق بعدما أدركت أن السكين على رقبتها".

أما وزير الدفاع يسرائيل كاتس، فتوعد بتدمير جميع الأنفاق في غزة "في إطار آلية دولية بإشراف أميركي".

غياب إيراني عن قمة شرم الشيخ

ورغم تلقيها دعوة رسمية، أعلنت إيران عبر وكالة تسنيم أنها لن تشارك في قمة شرم الشيخ، دون توضيح الأسباب. وكانت طهران قد دعت مراراً إلى "وقف العدوان الإسرائيلي" لكنها تحفظت على خطة ترامب باعتبارها "منحازة لتل أبيب".

قمة شرم الشيخ.. لحظة فاصلة بعد عامين من الحرب

تُعقد القمة في مدينة السلام بمشاركة زعماء أكثر من 20 دولة، من بينهم:

  • الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش،

  • الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون،

  • رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر،

  • المستشار الألماني فريدريش ميرتس،

  • الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،

  • والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

وتهدف القمة، بحسب بيان الرئاسة المصرية، إلى "إنهاء الحرب في قطاع غزة وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط"، مع بدء مرحلة جديدة من إعادة إعمار القطاع بدعم عربي ودولي واسع.

بالتوازي، يواصل الهلال الأحمر المصري نقل المساعدات عبر معبر رفح، مع دخول أكثر من 400 شاحنة إغاثية إلى غزة، فيما بدأ نحو نصف مليون نازح فلسطيني بالعودة تدريجياً إلى شمال القطاع عبر شارع الرشيد الساحلي.

تبدو قمة شرم الشيخ محطة حاسمة في مسار إنهاء الحرب الأطول في تاريخ غزة، لكنها تواجه اختبارات صعبة تتعلق بمدى التزام الأطراف بتنفيذ الاتفاق، ومستقبل قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي، خاصة مع غياب إيران ورفض حماس حضور مراسم التوقيع.

ومع بدء تنفيذ أولى مراحل تبادل الأسرى والرهائن، يترقب العالم ما إذا كانت شرم الشيخ ستكتب نهاية الحرب، أم ستتحول إلى مجرد هدنة هشة جديدة في صراع لا ينتهي.