النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

كيف حطمت خطة «ترامب» بشأن غزة آمال رئيس الوزراء الإسرائيلي؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي
كريم عزيز -

قدّم الكاتب الإسرائيلي تسفي برئيل، تحليلاً مهما لتبعات خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة وأيضاً اتفاق وقف إطلاق النار، موضحا بحسب تحليله في صحيفة هآرتس، أن إطلاق سراح الرهائن ليس سوى بداية طريق طويلة وشائكة، لأن الواقع في غزة لن ينتظر اكتمال «خطة ترامب» التي جاءت بعد ضغط هائل على إسرائيل وحماس لفرض وقف إطلاق النار، بحسب ترجمة الدكتور محمد وازن، خبير الشئون الإسرائيلية والدراسات الاستراتيجية.

وذكر التحليل، أنه رغم نجاح الخطة في كسر الجمود فإن مراحلها التالية لا تقدّم إجابات فورية حول إدارة الحياة المدنية في القطاع ولا تضمن استبعاد حماس نهائيًا من المشهد، حيث وصف «برئيل» كيف تحول انعدام الثقة في نيات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أسلوب حياة داخل المجتمع الإسرائيلي، فكل محاولة وساطة فاشلة عمّقت شعور الشك والغضب، وكل وقف إطلاق نار خرقه نتنياهو عزز القناعة بأن الحكومة مستعدة للتضحية بالرهائن من أجل استمرار الحرب.

وأوضح أنه مع أن العدّ التنازلي بدأ فعلاً لتبادل الأسرى، إلا أن المرحلة التالية ستكون مرحلة اختبار لمجتمع ممزق ودولة تبحث عن طريق الخلاص، مؤكداً أن خطة النقاط العشرين التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نجحت في تحريك ما كان يبدو مستحيلًا، إذ جمعت حولها دولًا عربية وإسلامية وغربية في ضغط متزامن على الطرفين.

بحسب الكاتب الإسرائيلي تسفي برئيل، فإن الخطة ما زالت مليئة بـ«الثقوب السويسرية» غموض مقصود لتجنب انهيار المفاوضات وسر نجاحها الأولي كان في كسر قاعدة لا شيء متفق عليه حتى يُتفق على كل شيء، وهو ما جعل الصفقة ممكنة رغم الخلافات الجوهرية، مؤكداً أن الولايات المتحدة والدول الوسيطة التي أصبحت تُعرف الآن بـ«الدول الضامنة» مطالبة بالمضي قدمًا سريعًا في الخطوات التالية «إنشاء إدارة مدنية في غزة، وتنظيم دخول المساعدات، ومنع الفوضى أو سيطرة الميليشيات، وبدء إعادة إعمار البنية التحتية.

حذر برئيل من أن تأجيل هذه الخطوات سيعيد إنتاج الأزمة من جديد، لأن الوقت لا يعمل لصالح أحد، مؤكداً أن ترامب مارس ضغطًا هائلًا على نتنياهو، واصفاً ذلك بأنه شقّ جدار العناد الأيديولوجي الذي احتمى خلفه، لكن المفارقة أن ترامب نفسه خضع لضغوط مضادة كمشاهد الدمار في غزة التي غضبت الرأي العام الأمريكي، تحذيرات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ومواقف أردوغان وتميم بن حمد، كلها عوامل دفعت الرئيس الأمريكي لتغيير مساره نحو «الصفقة الكاملة».

وبرغم تضارب المصالح، يرى برئيل أن التحالف العربي - الإسلامي الجديد خلق توازنًا استراتيجيًا أفقد إسرائيل تفوقها التاريخي، مؤكداً أن الخطة تطلب نزع سلاح حماس، لكنها لا تطلب حلّ مؤسساتها، بل تسمح بوجود لجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية لإدارة غزة، ما يفتح الباب لعودة آلاف الموظفين والأطباء والمعلمين وبعض أنصار الحركة، والأهم أن الخطة لا تمنع قادة حماس في الخارج من العودة أو تشكيل حزب أو الانخراط في العمل العام، ما يعني أن الحركة قد تعود بوجه مدني جديد، لا عسكري.

اختتم برئيل بأن إسرائيل لن تستطيع إدارة غزة مباشرة بعد الآن ولضمان استقرارها الأمني، عليها أن تبني شراكة استراتيجية مع مصر والأردن والإمارات وربما لاحقًا تركيا، وإلا ستجد نفسها أمام «غزة جديدة» أخطر من السابقة.