النهار
جريدة النهار المصرية

سياسة

ترامب يعلن زيارته إلى مصر وإسرائيل لحضور توقيع اتفاق غزة: «القاهرة كانت المفتاح الحقيقي للسلام»

دونالد ترامب
كريم ماجد -

أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في تصريحات مثيرة للجدل، عن نيّته زيارة مصر وإسرائيل خلال الأيام المقبلة، للمشاركة في مراسم توقيع اتفاق غزة الذي يُنتظر أن يضع حدًا لجولة العنف الأخيرة في القطاع، وسط مشاركة عدد من القادة والزعماء العرب والدوليين.

وأكد ترامب، في حديث أدلى به خلال تجمع سياسي بولاية فلوريدا، أن الاتفاق الذي يجري التحضير له يمثل «خطوة تاريخية نحو إنهاء واحدة من أطول النزاعات في الشرق الأوسط»، مشيرًا إلى أن الدور المصري في إدارة المفاوضات كان أساسيًا ومحوريًا في الوصول إلى هذه المرحلة، واصفًا القاهرة بأنها «المفتاح الحقيقي للسلام في المنطقة».

وأضاف الرئيس الأمريكي السابق أن ما يجري في غزة حاليًا هو نتيجة سنوات من الإهمال السياسي وسوء إدارة الأزمات من قبل الإدارات السابقة، لافتًا إلى أنه كان على تواصل مستمر مع عدد من الزعماء في المنطقة، من بينهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي وصفه ترامب بأنه «قائد قوي وحكيم استطاع أن يحافظ على استقرار مصر في وقت صعب».

وأوضح ترامب أن المرحلة القادمة ستشهد مشاركة موسعة من أطراف إقليمية ودولية في مراسم توقيع الاتفاق، مشيرًا إلى أن عدداً من القادة، بينهم ممثلون عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية من دول عربية، سيحضرون الحدث، في إشارة إلى حجم الزخم السياسي الذي يرافق الاتفاق المرتقب.

وأشار ترامب إلى أن «مصر لعبت دور الوسيط النزيه الذي تعامل مع جميع الأطراف بموضوعية»، مضيفًا أن الجهود المصرية خلال الأسابيع الماضية كانت العامل الحاسم في تقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، إلى جانب الدعم السياسي واللوجستي من دول مثل قطر والولايات المتحدة والأردن.

وفي سياق متصل، كشفت مصادر دبلوماسية أن الاتفاق النهائي المنتظر توقيعه خلال أيام يتضمن وقفًا شاملًا لإطلاق النار، وضمانات دولية لتثبيت الهدنة، إلى جانب فتح المعابر وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مع بحث آليات إعادة الإعمار في مرحلة لاحقة، تحت إشراف مصري وأممي مباشر.

ويرى مراقبون أن زيارة ترامب المحتملة إلى القاهرة وتل أبيب تحمل أبعادًا سياسية تتجاوز الملف الفلسطيني، إذ يسعى الرئيس الأمريكي السابق إلى إعادة نفسه إلى دائرة الضوء الدولية في ظل حملته الانتخابية الجديدة، بينما تحاول واشنطن – رسميًا وغير رسمي – دعم أي جهود من شأنها تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط بعد شهور من التصعيد.

وفي هذا السياق، أكدت مصادر مصرية أن القاهرة ترحب بأي جهود دولية تعزز الاستقرار في المنطقة، مشددة على أن مصر تنطلق في تحركاتها من ثوابت راسخة تقوم على دعم الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة، مع الحفاظ على الأمن الإقليمي ومنع تمدد دائرة الصراع.

وتأتي تصريحات ترامب بعد أيام من اتصال هاتفي بين الرئيس السيسي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أعرب خلاله الأخير عن تقديره الكبير للدور المصري في وقف الحرب على غزة، مؤكدًا أن القاهرة ما زالت تمثل ركيزة الاستقرار في الشرق الأوسط وصوت الحكمة amid chaos السياسي والعسكري في المنطقة.

وتتابع العواصم العالمية بترقب ما ستسفر عنه التحركات الدبلوماسية الجارية، في ظل حالة من التفاؤل الحذر بشأن فرص نجاح الاتفاق، الذي قد يمثل بداية لمرحلة جديدة من التهدئة، وربما يُمهّد لمسار سياسي أوسع يفتح الباب أمام حل الدولتين وإحياء مفاوضات السلام من جديد، بعد سنوات من الجمود والانقسام.