جوتيريش يشيد بدور السيسي في وقف الحرب على غزة: «مصر كانت وما زالت صوت الحكمة في الشرق الأوسط»

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، عن خالص تقديره للجهود المصرية المتواصلة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدًا أن مصر لعبت دورًا محوريًا في احتواء الأزمة ومنعها من الانزلاق إلى حرب إقليمية واسعة، وسط تصاعد التوترات في المنطقة.
وخلال الاتصال، نقل جوتيريش تقديره الشخصي للرئيس السيسي على الدور الإنساني والسياسي الذي قامت به القاهرة منذ اندلاع الأزمة، سواء من خلال جهود الوساطة المستمرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، أو عبر الدور الفعّال الذي تؤديه أجهزة الدولة المصرية في تيسير دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، رغم التعقيدات الأمنية والسياسية المحيطة بالملف.
وأكد الأمين العام أن الموقف المصري اتسم بـ«الحكمة والاتزان»، مشيدًا بقدرة القاهرة على الحفاظ على خيوط التواصل مع جميع الأطراف، بما في ذلك القوى الدولية والإقليمية المعنية بالأزمة، وهو ما أسهم بشكل مباشر في تهيئة المناخ للتوصل إلى اتفاقات تهدئة مبدئية، والحد من الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع.
من جانبه، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الاتصال أن مصر ستواصل القيام بدورها التاريخي تجاه القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الحل العادل والشامل لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما شدد على ضرورة تضافر الجهود الدولية لتثبيت وقف إطلاق النار، وبدء عملية سياسية جادة تعيد الأمل للشعب الفلسطيني وتنهي دوامة الصراع.
وأضاف الرئيس أن استمرار الحرب في غزة لن يخدم أي طرف، بل يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها، مشيرًا إلى أن مصر ستظل منفتحة على جميع المبادرات التي تسهم في تحقيق السلام العادل والشامل، مع استمرارها في تقديم الدعم الإنساني العاجل لأهالي القطاع من خلال معبر رفح ومراكز الإغاثة التابعة للهلال الأحمر المصري.
وشهد الاتصال تأكيدًا متبادلًا على أهمية الدور المصري في الحفاظ على توازنات المنطقة، والتزام القاهرة بالتحرك في إطار الشرعية الدولية ومبادئ الإنسانية. وأشار جوتيريش إلى أن الأمم المتحدة تعتبر مصر «ركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي»، مؤكدًا استمرار التنسيق الوثيق بين الجانبين في جميع الملفات ذات الصلة، خصوصًا مع تطورات المشهد في غزة والضفة الغربية.
ويأتي هذا الاتصال في وقت تشهد فيه المنطقة تحركات دبلوماسية مكثفة تهدف إلى تثبيت الهدنة وإعادة فتح مسارات المساعدات الإنسانية، وسط إشادة دولية متزايدة بالدور المصري الذي وصفته وسائل الإعلام الغربية بأنه «صوت الحكمة الوحيد» في منطقة تتقاذفها التوترات السياسية والعسكرية.